المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا



buffy knr
09-26-2009, 03:23 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب


الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا - لتلميذ البكالوريا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافي
http://www.edunetcafe.com


الفصل الأول

مشترط أبي العلاء


أقررت بالجهل وادعى فهمي قوم
فأمــري وأمــــرهم عجبُ
والحــــق أني وأنهم هــدر
لستُ نجيبــا ولا هُمُ نُجُـبُ" [1] أبو العلاء

يقول أبو العلاء في مستهل مقدمته للزومياته ما نصه: "..وانما وضعتُ أشياء من العظة، وأفانين على حسب ما تسمحُ به الغريزة. فان جاوزتُ المشترط إلى سواه فان الذي جاوزتُ اليه قول عُري من المين. وجمعتُ ذلك كله في كتاب لقبته (لزوم مالا يلزم)"!

هناك اذن مشترط..مصطلح..لغة سرية!!

وهناك نوع مشترط من العظة وأفانين على حسب ما تسمح به الغريزة، وآخر بالضرورة غير مشترط..أي نوع باطني وآخر ظاهري. وبدون التفرقة بين مشترط وغير مشترط أبي العلاء لا يمكن فهم مقاصد الرجل أو مقصده الرئيسي فى كُل ما كتب وقال. فهو نفسه الذي يقول في "رسالة الملائكة": "…وحق لمثلي ألا يسأل، فان سُئل تعين عليه ألا يجيب، فان أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه، فان خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول، فان كتبه فواجب ألا ينظر فيه، فان نظر فيه فقد خبط عشواء"!

إلى هذا الحد يخشى الرجل على مشترطه.

إلى هذا الحد يخشى أن تفهم مقاصده الباطنة من وراء العظاة والحكم وأفانين القول التى تسمح بها الغريزة! إذن فصعوبة قراءة وفهم أبي العلاء صعوبة متعمدة واضطرارية وتكتيكية أملتها دوافع التخفي والتنكر والتغطية، الأمر الذي يجب أن يدفع القاريء إلى الاصرار على الصبر عليه والتصميم على فهمه لا الانصراف عنه ولا الزهد فيه ايثارا للراحة وجريا وراء السهولة، خاصة وأن فهم أبي العلاء بالذات والآن بالذات هو ـ كما اتضح وسيتضح أكثر ـ مسألة حياة أو موت بالنسبة للقراء العرب فى ظل المتغيرات الجديدة فى وطننا العربي الذبيح.

فلنضف هنا قول الرجل في مقدمة اللزوميات: "وقد بنيتُُ هذا الكتاب على بنية حروف المعجم المعروفة ما بين العامة لا التي رتبها العلماء بمجاري الحروف".

مما يعني على سبيل القطع وجود بنيتين لحروف المعجم، احداهما للعامة والأخرى للعلماء (الخاصة)، أي وجود معجمين أو مشترطين ظاهري وباطني. فمن العبث اذن محاولة فهم أبي العلاء ببنية حروف المعجم المعروفة لدى العامة. انها بنية ظاهرية لا تزيد الأمر إلا غموضا كما هي الحال فى كل ما كتبه العقاد العقاد وطه حسين وبنت الشاطيء ولويس عوض وغيرهم، وان كان الوقت لم يحن بعد لمراجعة الأساتذة المذكورين فيما كتبوا. وإلى أن يحين أقول إنه يمكن فهم أبي العلاء فقط بالتعرف على بنية الحروف كما رتبها العلماء.

ومن هنا ذهبت مع الريح أطنان النقد والشروح التى كتبت وما تزال تكتب عن أبي العلاء منذ أودع الرجل أعماله ذمة الأجيال والتاريخ وذمة أنصاره ومريديه وأتباعه من أعضاء حزبه السري..أعضاء الكتيبة الخرساء. وضاع من أعماله ما ضاع وبقي ما بقي، وربما شوهت بعض أعماله أو تعرضت للحذف والدس والانتحال والابدال. وظل هو كأبي الهول الرهيب يرفض أن يبوح بسره المهول لمن يعتنون بالظاهر فيما يقرأون. وهم للأسف الأغلبية الساحقة من القراء العرب!

هاهو الرجل يتبرأ للمرة الألف ربما من النحو والصرف واللغة مما يصر الرواة والشارحون على اتهامه بالولع به، فيقول في رسالة الملائكة: "كنت في غيسان (عنفوان) الشبيبة أود أنني من أهل العلم، فسجنتني (فحبستني) عنه سواجن غادرتني مثل الكرة رهن المحاجن. فالآن مشيت رويدا وتركت عمرا للضارب وزيدا. وما أوثر أن يزاد في صحيفتي خطأ فى النحو فيخلُد آمنا من المحو" [2].

ثم يقول في نفس الرسالة: "ولما وافى شيخنا أبو القسم على بن محمد بن همام بتلك المسائل ـ النحوية والصرفية ـ..

فقلت اصطحبها أو لغيري فاهدهــــا
فما أنا بعد الشيب ـ ويلك ـ والخمــر
تجاللت عنها فى السنين التى مضـــت
فكيف التصابي بعدما كلأ العمــــر"!

مشبها المسائل الصرفية والنحوية واللغوية بالخمر التى امتنع عنها وزهد فيها منذ زمن بعيد ما بين الشبيبة والشيب. وهنا نعود لنستدعي إلى الذاكرة قوله الحاسم:

من يبغ عندي نحوا أو يُرد لغة
فما يُساعفُ من هذا ولا هـذي

وقوله القاطع:

ما النحوُ والشعر والكـــلامُ
وما مُرقش والمُسيبُ بن علـس

ومن المفيد جدا للتعرف على معجم أبي العلاء والولوج إلى عالمه المكتظ بالألغاز والأسرار والطلاسم أن نعود إلى مقدمة اللزوميات، حيث يقول: "ومن الأبيات الموضوعات للمعاني:

أقولُ لعبد الله لما سقاؤنـــا
ونحن بوادي عبد شمس وهاشم

فهذا ألغز قولهُ ـ وهي شم ـ وهو يريد وهي من الوهى وشم من شيم البرق عن قوله ـ وهاشم ـ إذا كان هاشم اسم رجل. فلو جاءت بعد ذلك الخضارم، والاكارم، ودائم، ونحوها لكان عندي غير قبيح"!..

ها هو الرجل يشرح لك البيت المذكور ويحل ألغازه ويبين لك وجه اللعب بالألفاظ فيه فيعطيك في نفس الوقت واحدا من المفاتيح السرية لفهم أقواله هو وفك رموزها، وطريقة الى الولوج إلى عالمه ومقاصده ومراميه. وعلى هذا يصبح من الواضح أن الرجل لم يقصد بمقدمة اللزوميات وسقط الزند أن يعطيك دروسا في اللغة أو العروض ـ كما قال لنا مرارا ـ وانما اتخذ ذلك كله وسيلة لتمرير رموزه السرية الباطنية وتمرير مفردات معجمه المشترط. نعم اتخذ ذلك كله وسيلة للتستر ووسيلة في نفس الوقت للايصال. ولكنه لا يقف عند هذا الحد بل يتجزأ فيعطيك بعضا من مفردات معجمه السري مباشرة ودون خوف، فيقول فى رسالة الملائكة أيضا: "ولا يحسن بساكن الجنان أن يصيب من ثمارها فى الخلود وهو لا يعرف حقائق تسميتها:

كمثرى الجنان ـ ولعل في الفردوس قوما لا يدركون أحروف كمثرى كلها أصلية أم بعضها زوائد. ولو قيل لهم ما وزن كمثرى على مذهب أهل التصريف لم يعرفوا فعلى.

السفرجــل ـ وما يجمل بالرجل من الصالحين أن يصيب من سفرجل الجنة في النعيم الدائم وهو لا يعلم كيف تصغيره وجمعه، وهو لا يشعر ان كان يجوز أن يشتق منه فعل أم لا.

السنــدس ـ وهذا السندس الذي يطؤه المؤمنون ويفترشونه، كم فيهم من رجل لا يدري أوزنه فعُلُل أم فنُعُل.

شجرة طوبى ـ وشجرة طوبى، كيف يستظل بها المؤمنون المتقون ويجتنونها آخر الأبد، وفيهم كثير لا يعرفون أمن ذوات الواو هي أم من ذوات الياء…ولعلنا لو سألنا من يرى طوبى في كل حين: لم حذف منها الألف واللام؟ لم يُحر في ذلك جوابا.

الحـــور ـ ومن هو مع الحور العين خالدا مخلد، هل يدري ما معنى الحور؟

الاستبــرق ـ وكيف يستجيز من فرشه الاستبرق أن يمضي عليه أبد بعد أبد وهو لايدري كيف يجمعه جمع التكسير وكيف يصغره.

تلك عينات وأمثلة من المشترط..من معجم العلماء الخاص الذي رتب عليه أبو العلاء لزومياته..ويسوقها أبو العلاء هنا مغامرا بكل شيء من أجل ألا يُؤخذ كلامه على المعنى الظاهري وبمعجم العامة. ثم هو يؤكد بهذا أن جميع المقدسات يجب ألا تؤخذ على معناها الظاهري ولا بمعجم العامة وأن لها معان أخرى باطنية لا يعلم تأويلها إلا قليل، وأن القاريء الذى يكتفي بالمعنى الظاهري لأقوال أبي العلاء انما "يخبط خبط عشواء"، على حد تعبيره السالف الذكر بعاليه. وما دام الأمر كذلك فكل شيء معرض للشك والتأويل والتحريف والابدال ـ ابدال الحروف ـ والحذف والزيادة والكذب والافتراء وسوء الفهم..إلخ

ولننظر ما تعرض له التراث العربي كله على مدى العصور، مما سبق أن أشرنا اليه وأوضحناه. خاصة وأن العربية قد أصابها التغيير وجهل أهلها بها ، علاوة على عدم صيانتهم لها من الألفاظ المدسوسة والمنحولة والمبدلة كما يرد على لسان الخليل بن أحمد فى رسالة الملائكة حين يقول: "إن الله جلت قدرته جعل من يسكن الجنة ممن يتكلم بكلام العرب ناطقا بأفصح اللغات كما نطق بها يعرُبُ بن قحطان أو معد بن عدنان وأبناؤه لصلبه، لا يدركهم الزيغ ولا الزلل، وانما افتقر الناس ـ في الدار الغرارة ـ إلى علم اللغة والنحو لأن العربية أصابها تغيير . فأما الآن فقد رُفع عن أهل الجنة كل الخطأ والوهم"..

ضاعت العربية اذن بين الفصاحة والعجمى وبين الأصول والزوائد على أن الفردوس أو النعيم أو الجنة التى يقصدها أبو العلاء التى يشترط لدخولها المعرفة الصحيحة باللغة العربية في معجميها العامي والخاص والظاهري والباطني والصحيح الفصيح لا المستعجم الدخيل..هي جنة المعرفة والفهم والتعقل وهذا ما يوجبه على جنوده من أعضاء الكتيبة الخرساء!!

يقول أبو العلاء في مقدمة اللزوميات: "فأما الأبيات التى تنسبُ إلى الكاهنة التى لها حديث مع عبد الله بن عبد المطلب، أعني قولها:

اني رأيتُ غمامة برقت
بيضاء بين حناتم القطر
وظننتهُ شرفا لصاحبـه
ما كل قادح زنده يوري

فان الواو قويت لأن بعد الراء ياء أصلية يجوز أن تجعل رويا ولا يمتنعُ أن تكون لغة الكاهنة الهمز على لغة من قال مُؤسى فهمز الواو لمجاورة الضمة كما يهمزها اذا كانت الضمة فيها موجودة، وقد يجوز أن تكون من باب السناد، فان صح فهو اشنعُ ما يكون. واذا اختلف الروى فكان مرة دالا ومرة ذالا أو سينا و شينا أو نحو ذلك من الحروف المتقاربة فهو الذي يسمى الإكفاء. قال الراجز:

قد علمت بيض يمسن ميسا
ألا ازال فقه وريشــــا
حتى قتلت بالكريم جيشـا"

ألم أقل لك أيها القاريء: إنك لن تستطيع مع أبي العلاء ولا معي صبرا؟!

أولا: لماذا الأبيات التي تنسب الى الكاهنة بالذات؟!

ثانيا: أي حديث كان للكاهنة مع عبد الله بن عبد المطلب بالذات؟

ثالثا: لماذا لغة الهمز..أي لغة الرمز والسرية والباطنية ومع عبد الله بن عبد المطلب؟! ما دلالة هذا وما النتائج المترتبة عليه وماذا ينجو أو يتبقى تحت مجهر منهج الشك عند أبي العلاء؟!

رابعا: لماذا الهمز فى لغة الكهنة عموما على مر العصور واختلاف الأديان خاصة وأن أبا العلاء يستدعي هنا ذاكرتنا الى البيت الذي كثيرا ما سلفت الاشارة اليه:

ولحبر اليهود [3] في درسه التوراة
فن والهم في التدبيـــــــل

خامسا: لماذا تكون لغة الهمز لدى الكاهنة على لغة "من قال مؤسي" بالذات..لغة من اذن تلك المهموزة؟!

سادسا: قوله "فان صح فهو أشنعُ ما يكون"!..أيعود حقا على القضية العروضية المطروحة على سبيل التغطية والتمويه أم يعود على السناد نفسه، أي على حديث الكاهنة مع عبد الله بن عبد المطلب، ومن ثم فاذا صح يصبح الأمر أشنع ما يكون؟!..وفعلا.

سابعا: الرجل يوحى اليك الى جانب الهمز فى اللغة بامكانية ابدال الحروف المتقاربة. دال ـ ذال ـ سين ـ شين الخ..

كما يشير الى التبادل الممكن بين العبرية (لغة من قال مؤسى) وبين العربية!

ثامنا: لماذا بعد (لغة من قال مؤسي) يستشهد أبو العلاء بقول الراجز: "قد علمت بيض يمسن ميسا"..يمسن ـ ميسا ـ ومؤسى..؟! هل هي مصادفة؟! مجرد تداعي خواطر وأفكار وكلمات وحروف؟! أبو العلاء أذكى وأشد دهاء من أن يترك في سائر أعماله شيئا للصدفة، فكل شيء لديه مقصود ومخطط ومدبر ومدروس ومصوب الى هدف لا يخطئه أبدا!! وتدليلا على هذا دعونا هنا بالذات نقفز الى مقدمة رسالة الملائكة آخذين معنا يمسن ـ ميسا ـ مؤسى لنرى مدى ذكاء الرجل الذي لعب بجميع العقول لأكثر من ألف عام ومدى ما تكلفه من مشاق وأعباء لايصال أفكاره إلى الأجيال القادمة من بعده! انه باديء ذي بدء يعطيك مفتاحا آخر سريا الى عالمه هو "قلب الحروف" أو عكسها، بعد أن أعطاك "ابدال الحروف" حتى ليصدق عليه ما قاله أحد الشعراء عن واصل بن عطاء: "عليم بابدال الحروف"..

فلنمض مع الرجل مستعينين بالصبر. يقول : "أفتراني أدافع ملك النفوس (الموت)، فأقول: أصل ملك مألك، وانما أخذ من الألوكة (الرسالة!) ثم قلب. ويدلنا على ذلك قولهم الملائكة في الجمع لأن الجموع ترد الأشياء إلى أصولها…فيعجبه ما سمع، فينظرني ساعة لاشتغاله بما قلت، فاذا هم بالقبض قلت: وزن ملك على هذا القول معل، لأن الميم زائدة، واذا كان الملك من الألوكة، فهو مقلوب من الك الى لأك…فوزن الملائكة على هذا معافلة، لأنها مقلوبة عن مآلكة".

ترى ماذا تبقى من التراث العربي كله بلا استثناء بعد عمليات القلب والابدال والتعاكس والتعجيم والهمز. وعلى أية صورة تبقى؟! ثم ألهذا اكتظ الباقي منه بالاسرائيليات على (لغة من قال مؤسى) أو لغة (الكاهنة) المهموزة؟! ثم على أي وجه اذن يتحتم علينا أن نتناول تراثنا محاولين فهمه أو فهم البقية الباقية منه وغربلته وتنقيته وتحقيقه والشك فى الكثير منه ورده الى الأصول..؟!على أي وجه غير وجوه القلب والتعاكس والابدال؟! تماما كما فعل الكهنة من أحبار اليهود؟! يستطرد أبو العلاء فيقول: "أم تراني اداري (ادافع) منكرا ونكيرا فأقول: كيف جاء اسماكما عربيين منصرفين واسماء الملائكة أكثرها من الأعجمية مثل اسرافيل ـ وجبرائيل ـ وميكائيل، فيقولان: هات حجتك، وخل الزخرف عنك! فأقول متقربا اليهما: قد كان ينبغي لكما أن تعرفا ما وزن ميكائيل وجبرائيل على اختلاف اللغات فيهما، اذ كانا اخويكما في عبادة الله، فلا يزيدهما ذلك الا غلظة. ولو علمت انهما يرغبان فى مثل هذه العلل، لأعددت لهما شيئا كثيرا من ذلك، ولقلت لهما: ما تريان في وزن موسى (اسم) كليم الله الذي سألتماه عن دينه وحجته فأبان وأوضح. فان قالا: موسى اسم أعجمي الا انه يوافق العربية، على وزن مفعل وفُعلى. أما مفعل فاذا كان من ذوات الواو مثل أوسيت وأوريت فانك تقول: موسى ومورى".

وهنا نتذكر قوله على لسان الكاهنة: "ما كل قادح زنده يورى"!

ثم يستطرد أبو العلاء: "واذا كان من ذوات الهمز (يقصد لغة الكاهنة المشار اليها ولغة من قال موسى) فانك تخفف حتى تكون الواو خالصة من مُفعل..وإذا قيل إن موسى فُعلى فان جعل اصله الهمز وافق فعلى من مأس بين القوم اذا أفسد بينهم. قال الأفوه (شاعر يماني قديم):

إما ترى رأسي ازري بـــه
مأسُ زمان ذي انتكاس مؤوس

ويجوز أن يكون فعلى من ماس يميس (تبختر واحتال)، فقلبت الياء واوا للضمة كما قالوا الكوسى وهى من الكيس"؟!

أرأيتم إلى ذكاء الرجل؟!

لقد وصل عن طريق اللغة والنحو والصرف والعروض والقلب والابدال والتعاكس الى الماس. الى الماسونية، الدين أو التنظيم السري الباطني لليهود والأصل الكامن وراء جميع أقنعتها التنكرية حتى الصهيونية..

ومع ذلك مازال بعض السذج فى عالمنا العربي المنكوب يصر على أن يفرق الماسونية واليهودية والصهيونية خوفا من أن يُتهم بالعداء للسامية أو بالعنصرية مع اننا نخوض حربا ضد عدو هو من أشد غلاة العنصرية!

يقول أبو العلاء بعد ذلك مباشرة: "فاذا سمعتُ ذلك منهما، قلت: لله دركما! لم أكن أحسب أن الملائكة تنطق بمثل هذا الكلام ولا تعرف أحكام العربية.."!

أي أن الكهنة والأحبار يعلمون جيدا أحكام العربية..تلك التى نسيها أو أهملها أهلوها وناموا عنها! وهكذا عدنا عن طريق رسالة الملائكة الى مقدمة اللزوميات ولغة الهمز الكهنوتية الماسونية اليهودية الباطنية، ثم الى ـ قد علمت بيض يمسن ميسا.

وهنا نعود الى رسالة الغفران، حيث يقول أبو العلاء على لسان ابن القارح للجني: "لله درك يا أبا هدرش…فكيف ألسنتكم؟ أيكون فيكُم عرب لا يفهمون عن الروم، وروم لا يفهمون عن العرب، كما نجدُ في أجيال الإنس؟". فيقول (الجني): "هيهات أيها المرحوم! إنا أهلُ ذكاء وفطن، ولابُد لأحدنا أن يكون عارفا بجميع الألسن الإنسية، ولنا بعد ذلك لسان لا يعرفه الأنيسُ"!..أي الا من هو من جنس الجان..لسان خاص سري باطني..فضلا عن معرفة جميع الألسن الإنسية. والجان فى معجم أبي العلاء ـ كما قلت مرة ـ هم اليهود وهم الأعاجم وهم هنا الروم وهم في مكان آخر النبط:

استنبط العُربُ لفظا وانبرى نبط
يُخاطبونك من أفواه أعــراب

مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com

يتبع في الصفحة الموالية


http://img231.imageshack.us/img231/5128/26b9a989a821b1b7029f1df.gif
(www.edunetcafe.com)

buffy knr
09-26-2009, 03:29 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب


الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا - لتلميذ البكالوريا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافي
http://www.edunetcafe.com


الفصل الثاني


أبو العلاء داعية للثورة

"إذا أغضب الخيل الشكيم فمالها
عليه اقتدار غير أزم الحدائــد" أبو العلاء

علينا أن نعد العدة كاملة للولوج إلى عالم أبي العلاء، فلن نلج هذا العالم إلا إذا أحطنا به وبجميع أعماله من خلال قراءته المتكررة والصبورة واليقظة!..ولنأخذ بنصيحة أبي تمام ـ من قبل أبي العلاء ـ بألا نمل التكرار في قول الأول:

لو رأينا التوكيد خطة عجز
ما شفعنا الآذان بالتثـويب

فالتثويب، أي التكرار أو الترديد، هو لدى أبي العلاء كما لدى أبي تمام خطة مقدرة لا عجز..ثم هو ضرورة لا بديل لها ولا مفر منها لامكان التلقي والفهم والكشف والاستيعاب، وذلك أمام الإغراب أو الإلغاز الذي اضطر إليه أبو العلاء وتعمده فى نفس الوقت وإن لم يقصده لذاته بحال من الأحوال على سبيل استعراض العضلات كما أجمع على ذلك ـ ظلما وافتراء ـ أغلب القدماء والمحدثين والمعاصرين، وإنما لجأ إليه عملا بنصيحة أبي تمام أيضا حين قال:

سنغرب تجديدا لعهدك في البكا
فما كنت في الأيام إلا غرائبـا

فلنترك أبا تمام في خرسه وصمته هو الآخر، يلوك الغيظ والغضب والحسرة كأبي العلاء ويعض الشكيم ويمضغ حديد اللجام كآلاف بل ملايين من الشعراء والحكماء منذ أقدم العصور حتى عصرنا هذا..لأن لأبي تمام أيضا قصة طويلة تحتاج وحدها إلى دليل منفرد!

ولقد رأينا فيما سبق من حديث كيف أن أبا العلاء لم يكتف بالشك فى التراث العربي كله بين الفصحى والعجمى والأصول والمنحولات..والمنسوخات والمقلوبات والمعكوسات والمبدلات والمدسوسات والمهموزات، بل وضع التراث الانساني كله والعالمي موضع الشك وقدم على ذلك الأدلة والشواهد والحيثيات بما في ذلك ما تبقى من أعماله هو نفسه التى لم تنج ـ بالضرورة ـ من عمليات الحذف والاضافة والتشويه والمحو!..واقرأوا بأناة قوله فى مقدمة اللزوميات: "..ومن الحركات: الإشباع، وهو حركة الحرف الذي بين ألف التأسيس وحرف الروي في الشعر المطلق، وذلك الحرف يسمى الدخيل، ويقال أن الخليل لم يذكر الإشباع وأن سعيد بن مسعدة ذكرهُ، فيجوز أن يكون اسما وضعهُ، ويجوز أن يكون قد تلقاهُ عمن قبلهُ من أهل العلم. وقد رئي في القوافي كتاب للفراء وكتاب لخلف بن حيان، فإن لم يخلوا من ذكر الإشباع فهذا يدل على أن سعيد بن مسعدة أخذ هذا الاسم عن غيره، إذ كان هذان الرجلان في القدم نظيره. ويجب أن يكون خلف مات قبله بمدة طويلة، فأما موته وموت الفراء فمتقاربان، وهذه الأسماء الموضوعة لا يعقل مثلها سكان العمد (والعمد بيوت من الوبر يسكنها عرب البادية)!..فان كانت تُلقيت عن العرب فيجب أن يكون من أُخذ عنه يعرف حروف المعجم (يقصد معجم العلماء لا معجم العامة، أي المعجم الباطني السري الشفري) ويقرأ الصحف وقد كان فيهم رجال يقرءون ويكتبون ويعرفون مواقع الحروف"!!..

ثم يستطرد الإمام القائد المعلم الضرير فيقول: "فأما الخليل وابنُ مسعدة فلم يذكراه (المجرى من بين الحركات) وقد جاءت أشياء في الشعر القديم بعضها منصوب وبعضها مرفوع أو مخفوض، وإنما يُحمل ذلك على الوقف، لأنه يبعدُ أن يقول عربي فصيح له علم بالشعر:

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمـدا
وعادك من عاد السليم المسهدا"

ثم يستطرد أبو العلاء في موضع آخر، فيقول: "..فإذا انفتح ما قبل الواو في مثل عصوا، وغزوا، وقضوا فالجماعة يجعلونها رويا ولا يجيزون أن تكون وصلا. وذلك مفقود في أشعار الفصحاء. إنما يجيء منه الشيء النادرُ ولعلهُ مصنوع….وليس على الشذوذ تعويل. ولا أعرف لأحد من أهل الفصاحة مثل أبيات مروان"!!..يقصد مروان بن الحكم، ويشير إلى القول المنسوب إليه:

هل نحن إلا مثل من كان قبلنا
نموتُ كما ماتوا نحيا كما حيوا

مرة ثانية: ماذا أبقى أبو العلاء لمنهج الشك الديكارتي أو لطه حسين؟! وما الذي يمكن ـ بعد هذا ـ أن ينجو من الشك؟ انني أكرر هنا قول برتولد بريخت: "التشكك يزحزح الجبال، ومن بين كل ما هو يقيني نجد الشك أكثر يقينا"!

نعم إن الشك منذ الآن هو الشيء الوحيد الذي لا شك فيه! ولسوف يزحزح به أبو العلاء جبالا وجبالا ـ على طول اللزوميات خاصة ـ حتى يزلزل عقولنا ويوشك أن يورثنا الجنون بما يكشف لنا من أهوال المتناقضات، بل يغرينا بالانتحار لولا أنه يحثنا على التماسك وعلى أن نتمالك أعصابنا وعقولنا وأنفسنا ونصبر ونطيل الصبر كما فعل هو!..

ان أبا العلاء كلم الناس رمزا أكثر من أربعين عاما منذ أن عاد من العراق طريدا إلى المعرة حتى مات في الثمانين!

من حيثما نظرت في أقوال أبي العلاء ستجد دائما "الماس" أو "الماسونية" بكل مشتقاتها وبكل حروفها المتشابهة والمشبهة والمتقاربة والمتباعدة والمبدلة والمعكوسة والمهموزة. وكذلك "موسى" و "الموسوية" وكذلك "اليهود" و "اليهودية"..ضمنا أو مباشرة، تصريحا أو تلميحا، لا أستثني من ذلك شيئا.

دعونا على سبيل المثال نستعرض بعض ما يقوله في حرف السين:

تمازج بالعُرب الأعاجمُ والنقى
على الغدر أنواع تذم وأجنــاسُ

تنمس منا بالديانة معشـــر
وقد بطلت عند اللبيب النوامـسُ

يقولون إن الدين يُنسخُ مثل ما
تولت بإقبال الحنيفة فـــارسُ

وما حرصُهُ فى العلم يدرُسُ كُتبهُ
وقد شاهد الآثار تُمحــى وتُدرسُ

قام للأيام في أُذنـــــــي
واعظ من شأنه الخــــــرسُ

أنسلُ إبليس أم حواء ويحــكُمُ
هذا الأنامُ ففي أفعالهم دلــــسُ

إن يؤمنوا لا يُؤدوا أو يكُن لــهم
عز يضيموا وإن أعياهُمُ اختلـسوا

يستحسن القوم ألفاظا إذا امتحنت
يوما فأحسنُ منها العي والخـرسُ

وآل إسرال غادوا فى مدارســهم
تلاوة ومُحــــال كُل ما درسوا

وموه الناس حتى ظن جاهلُـهُم
أن النبوة تمويه وتدليــــــس

أضعت شاء جعلت الذئب حارسه
أما علمت بأن الذئب حـــراسُ

تعلم الكُفر أُولاهم وآخـــرُهُم
فكل أرض بها جمع ومـدارسُ [4]
وعن قليل يصيرُ الأمرُ منتقــلا
عنهُم وتخفتُ للاجراس أجـراسُ

وما حمدى لآدم أو بنيـــه
وأشهدُ أن كلهُم خسيـــــسُ
وزوجك أيها الدنيا تمنــــى
طلاقك قبل أن يقع المسيـــسُ

بناتُ العم تأباها النصــارى
وبالأخوات أعرست المجــوسُ

ومتى ركبت إلى الديانة غالها
فكر على حُسن الضمير دسائسُ
والعقلُ يعجبُ والشرائعُ كلــها
خبر يُقلدُ لم يقسهُ قائــــسُ
مُتمجسون ومسلمون ومعــشر

متنصرون وهائدون رسائسُ [5]

وبيوتُ نيران تُزارُ تعبـــدا
ومساجد معمورة وكنائـــسُ
والصابئون يُعظمون كواكبــا
وطباعُ كُل فى اشرور حبائسُ

ظلوا كدائرة تحول بعضـها
من بعضها فجميعُها معكـوسُ

شر أشجار علمتُ بـــها
شجرات أثمرت ناســـــا
حملت بهضا وأغربـــــة
وأتت بالقوم ـ أجناســــا

قالت معاشرُ لم يبعث إلهُكُمُ
إلى البرية عيساها ولا موسى
وإنما جعلوا للقوم مأكلـــة
وصيروا لجميع الناس ناموسا
ولو قدرتُ لعاقبتُ الذين طغوا
حتى يعود حليفُ الغي مرموسا

داءُ هذا الأنام لا يقبل الطب
وقدما أراه داء نجيســـــا
فكر حسنت لقوم أُمــــورا
فاستجازوا التهويد والتمجيسـا

وصار دمُ الديك المؤذن سُحره
لأهل المغاني حُسوة لفم النمــس

ولبسك ثوب السقم أحسن منظرا
وأبهج من ثوب الغوى المنــمس

تداعت بلفظ العُجم أعرابُ مذ حج
وأعرب أهلا فارس وخُــــراس

ترومون بالناموس كسبا فسعيكم
إذا لاحت الأطماعُ سعىُ نمــوس

فتوقهم من أسود أو أبيـــض
أو أسمر ما بين ذين مجنـــس

نسخ المعاشرُ فالغضنفرُ ثعلب
فى لؤمه والناسُ كالنسنـــاس
وتفكرت نفس اللبيب وقـد رأت
أشُخوصُ جن أم شُخوصُ إنـاس
عُرب وعجم دائلون وكلنـــا
في الظلم أهل تشابه وجنــاس

يكفيك طعم جنسُهُ واحـــد
أطعمة ضرت بتجنيســــها

أتضحي بالهم أم أتمســى
وتقضي من الخطوب التماسـي

وتتداعى القافية من الهماس إلى الشماس إلى عماس إلى الهرماس إلى المياس إلى التماسي ـ ثانية ـ إلى الأرماس إلى الغماسي..إلى أن يقول:

أيما طارق أصابك يا طارق
حتى مساك للغي ماســي

ثم إلى الشماس ـ مرة أخرى ـ والى الأخماس..إلى الديماس: ها هنا ما تريد قد ظهر الأمر الذي قبل في الديماس، إلى أن يعلمك فن العكس والتعاكس ـ تكتيك الماسون ـ:

ـ وكـذا الجمر مثله الرجم قد
ميز بلفظ مغير معكــــوس
ـ ما النحو والشعر والكلام وما
مرقش والمسيب بن علـــس

بهذا ومثيله أكثر مما لا يتسع له أي نطاق في حرف السين وفي سائر حروف المعجم..يتضح لماذا قال الرجل:

أرى الحى جنسا ظل يشمل عالمي
بأنواعه لا بورك النوع والجنـس

وهو الذي يقول أيضا:

ما خص مصرا وبأ وحدها
بل كائن فى كل أرض وبأ

ومادام الوبأ أو الداء قديم قدم الأزل وكائن في كل أرض وكل زمان ويشمل العالم كله ويعم البشرية عامة بشتى ألوانها وأشكالها وأجناسها وفضائلها..أسود وأبيض وأسمر بين ذلك لا يهم ومادامت كل الأزمنة يوم واحد هو السبت وذلك في الماضي والحاضر والمستقبل ـ ما لم تنته لعبة التنكر والتقمص والانسلاخ ويوضع لها حد ـ..مادام الأمر كذلك فقد أخذ على عاتقه مهمة كشف اللعبة ووضع الحد لها منذ تولى قيادة الكتيبة الخرساء ولذلك ليس أبو العلاء من أنصار الثورة ضد الأعداء في البلد الواحد وانما هو من دعاة الثورة العالمية العامة التى تشمل أيضا كل الأنواع والأجناس والفصائل البشرية وفي جميع بلدان وأنحاء العالم!

أنظروا إلى أي مدى طموح الرجل ومدى تفاؤله رغم بشاعة الصورة التى كشفها وسيكشفها هو نفسه، ورغم أنها تبدو باعثة على اليأس والاحباط وتبدو محالة ولا معقولة ولذا قال:

لو قيل لم يبق سوى ساعة
أملت ما تعجز عنه سنـة

إلى هذا الحد كان تفاؤله هو الذي اتهم وطوال ألف عام بتهمة التشاؤم!..وتكتيكه ولغته وأسلوبه وذلك على أيدي الرواة والنقلة والشراح والنقاد والباحثين والدارسين، القدماء منهم والمحدثين والمعاصرين. ولكم تلح على هنا كلمات انجيلية شهيرة: "أما قرأتم قط فى الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤن هو قد صار رأس الزاوية"!..فها هو الضرير يقود كتيبة بل كتائب المبصرين، وها هو "زعيم التشاؤم" يصير أكبرداعية من دعاة التفاؤل، وها هو الرجل المرفوض يصير الرجل المفروض!




مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com

يتبع في الصفحة الموالية


http://img231.imageshack.us/img231/5128/26b9a989a821b1b7029f1df.gif
(www.edunetcafe.com)

buffy knr
09-26-2009, 03:33 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب


الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا - لتلميذ البكالوريا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافي
http://www.edunetcafe.com


الفصل الثالث

الكتيبة الخرساء


"يكررني ليفهمنى رجـال
كما كررت معنى مستعادا" أبو العلاء

في مستهل لزوم ما لا يلزم ـ حرف الهمزة ـ وبعد تمهيد قصير يرسم به أبو العلاء صورة العصر كاشفا تناقضاته وموحدا أحيانا بين المتناقضات، ممهدا بذلك نفس وعقل القاريء للتلقي والفهم، وبعد أن يقول:

وما نوبُ الأيام إلا كتائب
تُبث سرايا أو جيوش تُعبأ

يطرح أبو العلاء المشكلة أو المهمة التي سيتفرغ لها في سجنه أو منفاه بالمعرة حتى يموت، والتى سيورثها أنصاره ومريديه في حياته وبعد مماته، والتى سيضرب لانجازها موعدا مقداره ألف عام، كما أشار إلى ذلك مرارا. يقول أبو العلاء:

يرتجي الناسُ أن يقوم إمــام

ناطق فى الكتيبة الخرســاء

كذب الظن لا إمام سوى العقل

مشيرا في صُبحه والمســاء

فإذا ما أطعته جلب الرحمـة

عند المسير والإرســــاء

إنما هذه المذاهب أسبـــاب

لجذب الدنيا إلى الرؤســـاء

غرضُ القوم مُتعة لا يرقـون

لدمع الشيماء والخنســــاء

كالذي قام يجمعُ الزنج بالبصرة

والقرمطي بالاحســــــاء

الكتيبة الخرساء..تلك هي حزب أبي العلاء، وهي البديل المطروح في مواجهة "نوب الأيام وسراياه المنبثة وجيوشه المعبأة"، أي الأحزاب والحركات والمذاهب والملل والنحل والفرق والطوائف، كحركة الزنج أو كالقرامطة، باعتبارها جميعا تجمعات يهودية ـ كما سيتضح فيما بعد ـ أو تسلل إليها اليهود وحرفوها عن طريقها كما سيتضح أيضا، ثم لأنها لا تفعل أكثر من أن تجلب الدنيا إلى الرؤساء الذين تتناقض دائما شعاراتهم مع أعمالهم.

ولكن أبا العلاء إذ يفشي سر الكتيبة الخرساء في أول الأبيات المذكورة عاليه إنما يوحي إلينا أيضا بأن هذه الكتيبة سابقة على أبي العلاء نفسه..فإن صح هذا ـ وهو صحيح ـ فما الذي أضافه أبو العلاء؟!

الحق انه أضاف الكثير! فالكتيبة كانت من قبل تتبع الظن والوهم بأن تنتظر ظهور الإمام الناطق..الإمام الفرد..الإمام المهدي المنتظر أو المستبد العادل أو المخلص فى حلم طوباوي جميل لا يتحقق أبدا من جيل لجيل ولا من عصر لعصر. فجاء أبو العلاء ليقول: ليست القضية قضية انتظار واهم حالم لمخلص منشود وانما هي بث السرايا وتعبئة الجيوش واتباع العقل لا الظن فى التدبير مادامت الحركات المعادية حركات منظمة وسرية وباطنية. نعم لا يفل المكر إلا المكر، والذكاء إلا الذكاء، والخبث إلا الخبث، والسرية إلا السرية، والتنظيم إلا التنظيم. وإذا كان ميعاد الحركات المعادية كلها بعد ألف عام على أرض الميعاد، فلتكن المواجهة بعد ألف عام على أرض الميعاد "إن صدق الوعد فكيف لا يصدق الوعيد" كما يقول. إذن فلنعبيء لهذه المواجهة قوانا، كتائب وسرايا وجيوشا خرسا. يضرب أبو العلاء موعدا للقاء فى أكثر من مكان.

إنني أستبق الحديث عمدا لأوفر على القاريء مشوارا طويلا فى البحث والمراجعة والمعاناة، لأني أعلم أن قلة من القراء فى عالمنا العربي هي التى تصبر على قراءة التراث. إن أبا العلاء منذ الآن سينذر نفسه لمهمة المسير والإرساء، وسيرسم لكتيبته الخرساء خطتها وبرنامج عملها وطريقة العمل، وسيحدد لها الواجبات والالتزامات والمهام بين التكتيك والاستراتيجية. وسيحدد طريقة تجنيد العضو من أعضاء الكتيبة الخرساء وطريقة تربيته والشروط الواجب توفرها فيه ودرجات ومستويات ومراتب الأعضاء. وسيستخدم في ذلك وعلى طول اللزوميات الضمائر الثلاثة، المتكلم والمخاطب والغائب، بذكاء منقطع النظير. وعليك أنت أن تكتشف من الذي يتكلم؟ ولمن؟ وعن من؟ وعن ماذا؟ وسيحاول جهده أن يُطهر أعضاء الكتيبة من الأوثان الوهمية والعقلية والنفسية والاجتماعية والسياسية والوراثية. وسيكرر نفسه بالحاح غريب ونادر وعنيد وسيكلف أعضاء الكتيبة أن يكرروه ليفهموه لأنه لم يكن ليستطيع أن يكون أكثر صراحة وإلا عرض نفسه للسيوف والصلبان، ولم يكن فى نفس الوقت ليستطيع أن يتخلى عن رسالته ودوره ومهمته والا لانتحر كما حاول فعلا مرة. من هنا كان غموضه النسبي وكانت المشقة فى قراءته لا لأنه حريص على حياته، فهو القائل:

من باعني بحياتي ميتة سرحا
بايعته وأهان الله من ندمــا

وانما لأنه حريص كما قلت على أداء رسالته وايصالها واستمرارها وكفالة جميع الضمانات لانجازها وتجنيب مسيرة الكتيبة الخرساء جميع احتمالات الخطأ والفشل والانحراف والشغب..جميع المحاذير أو المعوقات أوالمفاجآت على طول زحفها منذ المسير حتى الارساء منذ بداية الزحف حتى يوم المواجهة المنشود.

فيما هو يكشف للكتيبة الخرساء عن خطط وحيل جميع الحركات المعادية التى هي فى واقعها كما قال في أكثر من مكان حركات ماسونية يهودية أصلا:

لهم حيل فى حربهم ما اهتدت لـها
جديس ولا ساست بها الملك جُرهم

فيما هو ـ على طول اللزوميات ـ يشكك في كل شيء بلا استثناء مما قاله أو قصه أو نقله الرواه، فاضحا جميع الاسرائيليات والأصابع الاسرائيلية التى مسخت وشوهت وحرفت وأبدلت كل شيء وعبثت بالأديان والمذاهب والأحزاب…إلخ وكذلك يقول قبل الأبيات المذكورة:

أعللت علة قال وهي قديمة
أعيا الأطبة كلهم ابراؤهـا

ويقول:

فهمُ الناس كالجهول ومـا
يظفر إلا بالحسرة الفُهماء

ثم هو سيسوق فى اللزوميات حاشية السيرة الذاتية، فيحكي أحيانا عن تجاربه وعن حياته الخاصة، ليصحح ما يُقال أو ما سوف يُقال عنه من افتراءات في حياته وبعد مماته.

أقول سيكرر أبو العلاء هذا كله على طول اللزوميات وسيكلف القاريء غير الملول وغير المتعجل أن يكرر قراءته ليفهم عنه. ويمل هو نفسه التكرار ويوشك أن ينحدر إلى اليأس ثم يعود فيتماسك ويصبر ليستأنف بث تعاليم، صريحا تارة ومتخفيا تارات، طالبا من تلاميذه ومريديه وأنصاره وأعضاء حزبه أن يتفرقوا وينتشروا فى العالم المعروف حينذاك ويحملوا رسالته إلى شتى أرجاء الأرض ويعدوا العدة من رباط الخيل للمواجهة الحتمية القادمة:

فما حبس النفس المسيحُ تعبـــدا
ولكن مشى في الأرض مشية سائح

أما هو فمجبر بحكم عماه وعجزه على لزوم محبسه، أو محبسيه، أو الثلاثة محابس:

أراني في الثلاثة من سُجونـي
فلا تسأل عن الخبر النبيــث
لفقدي ناظري ولزوم بيتــي
وكون النفس فى الجسد الخبيث

فاذا انتقلنا إلى رسالة الغفران وجدناه يشير في أكثر من مكان إلى هذه الكتيبة وإلى حيل وخطط الاعداد مما لا يتسع له هذا النطاق وخاصة على لسان الجن فى لقائهم مع ابن القارح، إلى أن يقول صراحة لابن القارح: "ودنانيره بإذن الله مقدسات…وإن كانت زائدة على الثمانين، فقد أوفت على عدة أصحاب موسى الذين جاء فيهم: ]واختار مُوسى قومهُ سبعين رجُلا لميقاتنا[، وعلى عدة الاستغفار فى قوله تعالى: ] إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر اللهُ لهُم[، وعلى عدة أذرع فى السلسلة في قوله تعالى: ] ثُم في سلسلة ذرعُها سبعُون ذراعا فاسلُكُوهُ[ ".

وواضح أن عددى الثمانين والسبعين عددان رمزيان شفريان ولا يعنيان العدد الحقيقي، وهذا ما يقوله أبو العلاء بعد ذلك مباشرة. ولكن المهم أن هذه الدنانير ـ هذه الكتيبة ـ تتخذ من مصر بالذات مركزا لها. وهذا ما يوحي به قول أبي العلاء قبل ذلك مباشرة : "وسرتني فيئةُ الدنانير إليه فتلك أعوان، تشتبه منها الألوانُ، ولها على الناس حقوق، تبر إن خيف عقوق. قال عمرو بن العاص لمعاوية (بن أبي سفيان): رأيت فى النوم أن القيامة قد قامت وجيء بك وقد ألجمك العرقٌ. فقال معاوية: هل رأيت ثم من دنانير مصر شيئا؟ وهذه لا ريب من دنانير مصر"!

أما قصة أبي العلاء مع مصر بالذات فتحتاج وحدها إلى بحث طويل ما بين سقط الزند واللزوميات ورسالة الغفران فله عنها كلام أكثر من أن يقع فى حصر. وأعد بأن أفرد له مقالة منفردة، ولكن حسبي هنا أن أشير إلى قوله:

ان نال من مصر قضاء نازل
فمصير هذا الخلق شر مصير

وقوله:

تتوى الملوك ومصر فى تغيرهـم
مصر على العهد والاحساء احساء

وقوله:

ما خص مصرا وبأ وحدها
بل كائن فى كل أرض وبأ

وننتقل إلى رسالة ابن القارح فنراه يلمح كثيرا إلى المدسوس والمنحول والمصحف، ويحكي الحكاية التالية عن أبي الفرج الزهرجي: "لقيتُ أبا الفرج الزهرجي بآمد ومعه خزانة كُتبه، فعرضها على فقلتُ: كتُبك هذه يهودية، قد برئت من الشريعة الحنيفية، فأظهر من ذلك إعظاما وإنكارا، فقلت له: أنت على المُجرب، ومثلي لا يهرفُ بما لايعرف، وابلغ تيقن. فقرأ هو وولدُه وقال: صغر الخُبرُ (الاختبار) الخبر. وكتب إلى رسالة يُقرظُني فيها بطبع له كريم، وخُلُق غير ذميم".

وهو يقدم ثبتا طويلا بكتب ضاعت أو سرقت أو خبئت. ثم يحث أبا العلاء على أن يتخذ فى مبدأ دعوته أسوة فى صحابة النبي، ومنهم عُتبة بن غزوان: "كان عُتبة بن غزوان يقول إذا ذكر البلاء والشدة التى كانوا عليها بمكة: لقد مكثنا زمانا ما لنا إلا ورق البشام (شجر طيب الريح يستاك به، ولا ثمر له)، أكلناه حتى تقرحت أشداقُنا، ولقد وجدتُ يوما تمرة فجعلتها بيني وبين سعد بن أبي وقاص بن أهيب الزهري، وما منا اليوم أحد إلا وهو أمير على كُورة".

ثم دعوة النبي التى بدأت ضعيفة ثم ما لبثت أن قويت وانتشرت، متنبئا بذلك ـ ضمنا ـ لدعوة أبي العلاء.

أبو العلاء إذن قائد كتيبة وصاحب دعوة وفيلسوف ومنظم ومنظر ومخطط لحركة لم يكن لها منذ ألف عام إلا أن تلتزم التخفي والسرية.

فما هو تكتيك تلك الحركة؟

وما هي استراتيجيتها؟

وما هي تعاليمها ومبادؤها وأسسها ومنطلقاتها؟

ومن هم أعداء أبي العلاء؟

وأين هي هذه الكتيبة الآن؟ وهل صُفيت على مدى ألف عام من الخيانات أم ماذالت تتحرك تحت الأرض؟ لو أنا التفتنا إلى أبي العلاء منذ زمن طويل واكتشفنا سره لما اُخذنا على غرة ألوف المرات، ولو أننا صُنا تراثنا وطهرناه من المدسوس والمصحف ـ الاسرائيليات ـ لعرفنا أعداءنا من أصدقائنا، فضلا عن معرفتنا لأنفسنا، ولواجهنا خطط الأعداء بنفس المكر والخبث والذكاء ونمنا بعيون مفتوحة يقظة. ولعرفنا أن الذكاء العربي يزري كثيرا باسطورة الذكاء الاسرائيلي..ولكن دائما يفوت الأوان.

ان الفعل والفكر العالمي لم يلق مثلما لقى العقل والفكر العربي بالذات من صنوف الاغتيال البدني والروحي والقهر والحجر والمحاذير والقيود والمطاردة والتشريد والتجويع ..إلخ

لاغرو أن نعيش الآن فى ظل شلل فكري شامل ورهيب، حتى فقدنا الثقة بأنفسنا وبماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، بل وفقدنا حتى مجرد غريزة الدفاع الشرعي عن النفس. ولكن لا داعي لأن نستبق الحديث.

إن علينا أن نتابع رحلتنا مع أبي العلاء، وسيأتي كل شيء فى حينه. وسنكتشف أن بروتوكولات حكماء صهيون مثلا وهى الصيغة القريبة والحديثة أو المعاصرة لمخططات الماسونية، أي اليهودية ، أي الصهيونية..إلى آخر ما يتفتق عنه الخبث اليهودي من أقنعة وألوان وجلود.

أقول إن البروتوكولات هي الصيغة القريبة والحديثة أوالمعاصرة لهذا المخطط الموجود تقريبا ـ وبطريقة رمزية ـ في التراث الفكري كله على مدى العصور، ولكن المفاجأة حقا هي أنه موجود أيضا في سقط الزند ولزوم ما لا يلزم وسالة الغفران والفصول والغايات!


مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com

يتبع في الصفحة الموالية


http://img231.imageshack.us/img231/5128/26b9a989a821b1b7029f1df.gif
(www.edunetcafe.com)

buffy knr
09-26-2009, 03:35 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب


الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا - لتلميذ البكالوريا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافي
http://www.edunetcafe.com


الفصل الرابع

حملة أبي العلاء على الماسونية


"لقد اتهمتُ في مناسبات مختلفة بأنني متشائم، وهكذا أنا فيما يتعلق بعدم إيماني بأن المثُل الإنسانية العليا مطلقة. ولكنني في الوقت ذاته متفائل فيما يتعلق بإيماني التام المطرد بقدرة المثل العليا على الذيوع والتطور"! هنريك إبسن

استطرادا فيما سبق من حديث، وقبل أن نصل إلى قصة الماسونية والموسوية واليهودية كما يتلوها الإمام الضرير في رسالة الغفران وغيرها من أعماله النثرية والشعرية، يحسن بنا أن نتأمل الأبيات التالية التي نتعمد أن نستبق بها الحديث ـ وإن كنا سنعاود الرجوع إليها في أمكنة أخرى ـ لكي نعد أنفسنا ونعد القارئ الذكي للولوج إلى عالم أبي العلاء، فسوف نلقى في هذا العالم ـ كما يلقى أبطال الأساطير أشياء وكائنات ورموزا وطلاسم خرافية ومهولة يجب مع ذلك ألا تغرينا بالهرب من هذا العالم أو بالزهد أو الكسل أو الجبن أمام صاحب هذا العالم!

تقادم عمر الدهر حتى كأنمـــا
نجوم الليالي شيب هذي الغياهـب
يهودُ باغي الحاج والليلُ مسلــم
على كُفره والأرضُ في زي راهب
تألفُ غي الناس شرقا ومغـــربا
تكامل فيهم باختلاف المذاهـــب

داء الحياة قديم لا دواء لــــه
لم يخل بقراط من سقم وأوصـاب
تلك اليهودُ فهل من هائد لهـُمُ
والصابئون وكل جاهل صابي [6]

استنبط العُرب لفظا وانبرى نبط
يخاطبونك من أفواه أعــراب
كلمتُ باللحن أهل اللحن أنفُسهُم
لأن عيبي عند القوم إعرابــي

فلنقف هنا قليلا لنذكر قول أبي تمام:

لمدينة عجماء قد أمسى البلي
فيها خطيبا باللسان المعـرب

وقوله أيضا:

سكن الكيد فيهم إن من أعظم
إرب ألا يُسمى أريبـــــا
مكرُهُم عندهُ فصيح وإن هُـم
خاطبوا مكرهُ رأوهُ جليبـــا

ثم قول المتنبي:

ولكن الفتى العربي فيهــا
غريب الوجه واليد واللسان

وقوله:

ملاعب جنة لو سار فيها
سليمان لسار بترجمـان

ثم نرجع إلى أبي العلاء:

ترائبي وهي مغنى السر ما علمت
به لدى فهل نالته أترابـــــي

كل الذي تحكون عن مولاكـــمُ
كذب أتاكم عن يهود يُحــــبرُ
رامت به الأحبارُ نيل مـــعيشة
في الدهر والعملُ القبيح يتبـرُ

من أعجب الأشياء في دهـرنا
والله لا ناس ولا والــــثُ
اثنان باتا في فراش معــــا
فأصبح بينهما ثالــــــثُ

ولحب الصحيح آثرت الـرومُ
إنتساب الفتى إلى أمهاتـــه
جهلوا من أبوهُ إلا ظُنـــونا
وطلا الوحش لاحق بمهاتــه

فما أمنت نسوان قوم أعــزة
على عزها أن تستباح فروجها

وهل أبيحت نساء القـوم عن عُرض
للعُرب إلا بأحكام النبــــــوات

وقد كذب الصحيح بلا ارتيـــاب
فهل صدق الأصم أو الأشـــج [7]

ولا تقبلوا من كاذب متســوق
تحيل في نصر المذاهب واحتجا

وكفرها ليل ترهب شُبهـــــه
تخال يهودا عاق عن سيرها السبتُ

إذا افتكر الإنسان في أمر دينه
بدا نبأ يثني الحجى وبه كبـتُ
فهل خبر عن أنفس بان وفدها
إلى اله معمور بأجسامها الخبتُ

فما عذري وعند الله علمي
إذا كذبت قوائل مسنـداتُ

ولعل عكسا في الليالي كائن
فتعود في الشرفات متضعاتها

ولا تطلبن اللباب الصريح
فقد سيط عالمنا وامــتزج

أرى هذيانا طال في كل أمـة
يضمنه إيجازها وشروحـها

ومن تأمل أقوالي رأى جُمـلا
يظل فيهن سر الناس مشروحا

ولقد علم المنجم ما يوجـب
للدين أن يكون صريحـــا

قد نُسخ الشرع في عصورهــم
فليتهم مثل شرعهم نُسخـــوا

وجدنا إتباع الشرع حزما لذي النهى
ومن جرب الأيام لم ينكر النســخا
فما بالُ هذا العصر ما فيه آيــــة
من المسخ إن كانتُ يهودُ رأت مسخا

فإن كنت ذا لب متين فلا تقــس
بحمصك والميماس دجلة والكرخا

لعل نجوم الليل تعمل فكرها
لتعلم سرا فالعيون سواهـدُ

عفاة القوافي كالذي ولُماتهــا
إذا هن لم يوصلن فاللفظ فاسدُ

لو يفهم الناسُ ما أبنائهم جلب
وبيع بالفلس ألف منهُمُ كسدوا

والناس في الأرض أجناس مُقلدة
كالهدى قُلد لم يذعرهُ تهــــديدُ

سر قديم وأمر غير متضح
فهل على كشفنا للحق إسعادُ

أليس قريشكم قتلت حسينا
وصار على خلافتكم يزيـدُ

كن من تشاء مهجنا أو خالصا
وإذا رزقت غني فأنت السيدُ

قد شيد القصر لسكانه
وغير من يسكنه الشائد

يجمع الجنس شريفا ولقى
كحديد منه سيف وجلـم

كفانا هذا مؤقتا!!

وهنا أذكر أن للعقاد كتابا بعنوان "إبليس" وعد في مقدمته بأن يختمه بفصل عن "الماسونية"..ولكن الكتاب صدر بدون هذا الفصل ونسي حاذفهُ الإشارة الواردة عنه في المقدمة، فمن الذي حذف ولحساب من؟!

ثم نرجع إلى أبي العلاء:

إن أكلتم فضلا وأنفقتم فضلا
فلا يدخلن وال عليكـــم
لا تولوا أموركم أيدي الناس
إذا رُدت الأمورُ إليكـــم

أما الخطاب هنا فواضح أنه موجه إلى الكتيبة الخرساء.

نعم..الحذر كل الحذر من السلطة!

وهجن لذات الملوك زوالها
كما غدرت بالمنذرين الهجائنُ

تشابه النجر فالرومي منطقـه
كمنطق العُرب والطائي مرطانُ

والسر ليس بمخزون على أحد
لكن تكاثر للأموال خُــــزانُ

إذا فاتهم طعن الرماح فمحفل
ترى فيه مطعونا عليه وطاعنـا

أحلل بمن شئت لا يعدمك نائبة
خان اليمانون طرا والشامونــا

ثم ننتقل إلى رسالة الغفران لنسمع بعضا من قصة الماسونية على لسان الجني "الخيتعور، أحد بني الشصبان" والذي كنيته "أبو هدرش" والذي نؤكد هنا أن العقاد استوحى منه قصيدته الشهيرة "ترجمة شيطان" والذي يقول لابن القارح عندما سأله: "يا أبا هدرش، مالي أراك أشيب وأهل الجنة شباب؟"

"إن الإنس أُكرمُوا بذلك وأُحرمناهُ، لأنا أُعطينا الحُولة (أي القدرة على التغير والتحول والتقمص) في الدار الماضية، فكان أحدنا إن شاء صار حية رقشاء، وإن شاء صار عُصفورا، وإن شاء صار حمامة (أي أنهم في جميع الأجناس والأنواع والأشكال)، فمُنعنا التصور في الدار الآخرة، وتُركنا على خلقنا لا نتغيرُ، وعُوض بنو آدم كونهم فيما حسُن من الصور. وكان قائلُ الإنس يقُولُ في الدار الذاهبة: أُعطينا الحيلة وأُعطى الجن الحوُلة. ولقد لقيت من بني آدم شرا، ولقُوا مني كذلك. دخلت مرة دار أُناس أُريد أن اصرع فتاة لهم، فتصورتُ في صورة عضل ـ أي جُرذ ـ فدعوا لي الضياون (جمع ضيون، وهو السنور الذكر)، فلما أرهقتني تحولت صلا أرقم، ودخلتُ في قطيل (المقطوع من أصل جذع) هناك. فلما علموا ذلك كشفوه عني. فلما خفتُ القتل صرتُ ريحا هفافة فلحقتُ بالروافد، ونقضُوا تلك الخُشُب والأجذال (الباقي من الأشجار بعد ذهاب فروعها) فلم يروا شيئا. فجعلوا يتفكنون (يتعجبون ويتفكرون) ويقولون: ليس ها هنا مكان يُمكنُ أن يستتر فيه. فبينما هُم يتذاكرون ذلك، عمدتُ لكعابهم في الكله (الناموسية)، فلما رأتني أصابها الصرعُ، واجتمع أهلُها من كُل أوب، وجمعوا لها الرقاة، وجاءُوا بالأطبة وبذلوا المُنفسات، فما ترك رافد رُقية إلا عرضها على وأنا لا أُجيبُ، وغبرت الأُساةُ تسقيها الأشفية وأنا سدك بها لا أزولُ؛ فلما أصابها الحمامُ طلبت لي سواها صاحبة، ثم كذلك حتى رزق الله الإنابة وأثاب الجزيل، فلا أفتأ له من الحامدين".

أما كيف رزقه الله الإنابة والتوبة بعد هذا كله فهو مالا يقوله أبو العلاء، وإن كان يقول في مكان آخر من رسالته بأن الآخرة كالأولى كل شيء فيها بأرزاق!

ما علينا..فالمهم أنه يثبت هنا قدرة "الجن" على التحول والانقلاب والتنكر والتستر والخبث والمكر، ثم يعود فيذكر أشعارا لنفس الجني ـ أبي هدرش ـ فيثبت بها أشياء أخرى كثيرة وهامة، ولن أورد تلك الأشعار بنصها هنا لضيق النطاق، ثم لأن القارئ الذكي يمكنه أن يرجع إليها كاملة في رسالة الغفران، والمهم فيها أن الجني مر بقرطبة وبالصين ويركب ذكر النعام تارة وثورا وحشيا تارة أخرى، ويحضر مجالس الشرب والطرب لينشر فيها ومن خلالها الفساد الذي يسر له إبليس، ويصرف بالختل الشهود العدول عن الأمانة إلى أن يخونوا ويشهدوا الزور، ويصرع من شاء وما شاء من النساء والأمهات، وأنه قديم قدم الأزل، فقد مر حتى بنوح الذي ذاده عن سفينته ضربا وطردا حتى كسرت ساقه، وأنه طار ونجا في زمن الطوفان، وأنه مر بموسى وهو يرعى غنم شعيب، وأنه حدث موسى ووسوس له، وأنه أضل رأي أبي ساسان ـ جد دولة الطبقة الرابعة من ملوك الفرس المعروفة بالساسانية ـ، وأنه سار مستخفيا في جيش سابور ـ وهو ابن أردشير حفيد ساسان بن بابك ثاني ملوك الدولة الساسانية الفرسية ـ، وأنه قلد السلطة لتابعه بهرام جور بن يزدجرد ملك الفرس وباني مدينة جور، ووضع التاج على رأسه ! وأنه مرة صل ـ والصل أو الثعبان أو الأفعى هو رمز الماسونية منذ أقدم العصور ـ، ومرة أخرى عصفور ـ كما قال قبل ذلك ـ إلى أن يقول:

تلوحُ لي الإنس عُورا أو ذوي حول
ولم تكُن قط، لا حُولا ولا عُــورا

إلى أن يذكر توبته الكاذبة مرة ثانية، وإن كان لم يذكر كيف تاب وكيف رزق الخلد! فالأرزاق على الله كما يقولون والله لن يغفر لهم ولو استغفرت أنت لهم سبعين أو سبعين ألف أو مليون مرة! على أنه يتحتم علينا أن نذكر قول أبي هدرش هذا لابن القارح: "إنا أهلُ ذكاء وفطن، ولابُد لأحدنا أن يكون عارفا بجميع الألسُن الإنسية، ولنا بعد ذلك لسان لا يعرفهُ الأنيسُ" أي لسان خاص لا يعرفه سوانا، نتحاور به فيما بيننا، أما المعرفة بجميع الألسنة فمما يلزمهم لإمكان التغير والتحول والتصور بحيث شملوا البشرية والعالم في كل زمان!

ثم يدور بين الجني وابن القارح حديث طويل عن قصة الرجم ـ رجم النجوم ـ وهل كان الرجم في الجاهلية أم كان في الإسلام كما يقول بعضهم. وكيف أنه زاد في أوان المبعث بالذات "..وإن التخرص لكثير في الإنس والجن، وإن الصدق قليل..". والأهم من ذلك كله أن أبا هدرش هذا هو الذي أنذر الجن بالكتاب المنزل حين كان في رفقة تريد اليمن فمروا بيثرب فسمعوا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد، ويزعم أنهم آمنوا به، وعاد إلى قومه فذكر لهم ذلك "فتسرعت منهم طوائفُ إلى الإيمان، وحثهُم على ما فعلوه أنهم رُجموا عن استراق السمع بكواكب مُحرقات"..يريد أبو العلاء أن يقول إنهم تسللوا إلى الإسلام كما تسللوا إلى سائر العقائد من قبل ومن بعد!!

ثم يعود أبو هدرش إلى الشعر فيقدم فيه ثبتا طويلا بأفعاله الجهنمية قبل المبعث وإبانه وبعده، فكم عروس ـ على حد اعترافه ـ:

غرتُ عليها، فتخلجتُهــــا
بواشك الصرعة قبل المسيس
وأسلُكُ الغادة محجــــوبة
في الخدر، أو بين جوار تميس

إلى أن يقول:

تحملُنا في الجُنح خيل لهـا
أجنحة، ليست كخيل الأنيس

وبعد ذلك مباشرة يتخفى أبو العلاء في ثوب الجني أبي هدرش نفسه ليخاطب كتيبته الخرساء ناصحا إياها بأن تلزم تكتيك الجان هي أيضا لكي تهزمهم بسلاحهم وبطرائقهم وبأسلوبهم:

لا نُسك في أيامنا عندنــا
بل نُكس الدينُ فما إن نكيس
فالأحدُ الأعظمُ والســــبتُ
كالاثنين، والجُمعةُ مثل الخميس
لا مجُس نحنُ ولا هُــــود
ولا نصارى يبتغون الكنيــس نُمزقُ التوراة من هُونــــها
ونحطمُ الصلبان حطم اليبيـس
نُحاربُ الله جُنودا لإبليـــس
أخي الرأي الغبين النجيــس
نُسلمُ الحكم إليـــــه ـ إذا
قاس، فنرضى بالضلال المقيس

فيظن القارئ المتعجل أن الذي ما زال يتكلم هو أبو هدرش مع أنه أبو العلاء يتكلم إلى كتيبته الخرساء ثم يتكلم بلسانها. إنه بمنهج التعاكس يلزمهم هنا بما لا يلزم من الكفر والزندقة والإلحاد والخبث والمكر الخ، لكي يلزمهم بما يلزم وهو الإيمان والتوحيد. فلا يفل المكر غير المكر بالمكر. إن على أعضاء الكتيبة أن يخفوا إيمانهم وأن يعلنوا الضلال بكل الصور الممكنة كنوع من ذر الرماد في العيون المتربصة بهم في كل زمان ومكان أو كنوع من سحب الدخان التي تعمي الأعداء:

أما الهدى فوجدته ما بيننا
سرا ولكن الضلال جهار

الظاهر شيء، والباطن شيء آخر!..ألهذا يقولون: إن المعنى في بطن الشاعر؟! إذن فالاسم الحقيقي ـ بالمعكوس ـ للزوميات أبي العلاء هو "لزوم ما يلزم" لا "لزوم مالا يلزم" فلقد لزم ما لا يلزم ليفرض على كتيبته أن تلزم ما يلزم، بأن تلزم المعكوس لتعيد عكسه، والمقلوب لتعيد قلبه، والمبدل لتعيد إبداله!!

أستاذ الديالكتيك هو أبو العلاء قبل ديالكتيك هيجل المثالي وقبل ديالكتيك ماركس المادي. ولكن هذا يحتاج وحده إلى دراسة مطولة ليس هذا مكانها. فالمهم الآن أن أبا العلاء يعود فيترك لسان الحال إلى أبي هدرش ويمزج تارة ويفرق أخرى بين لسانه هو ولسان الجني الذي يواصل تعداد "مآثره" الشيطانية فيذكر أنه نادم قابيل وشيثا وهابيل، كما عاشر لقمان ورهطه، وأنه "جاهد" في بدر و"حامي" في أحد، وأنه راع في غزوة الخندق "الرئيس" أي أبا سفيان! وأنه مشى وراء جبريل وميكائيل وغيرهما من الملائكة الذين حاربوا مع المسلمين في تلك المعارك، وأنه طار في اليرموك فوق حصان حين اشتد الضرب والطعن كما سبق أن طار في زمن الطوفان!..وأنه حضر واقعة الجمل كما حضر واقعة صفين بين على ومعاوية وأنه سار قدام على في واقعة النهر، وبعد ذلك كله صادفته التوبة!..

للدليل بقية..


مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com

يتبع في الصفحة الموالية


http://img231.imageshack.us/img231/5128/26b9a989a821b1b7029f1df.gif
(www.edunetcafe.com)

buffy knr
09-26-2009, 03:41 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب


الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا - لتلميذ البكالوريا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافي
http://www.edunetcafe.com


نجيب سرور

تحت عباءة أبي العلاء (الجزء الثاني)


مقدمة الكتاب بقلم د. حازم خيري

تحت عباءة أبي العلاء_ نجيب سرور ( الجزء الأول: الفكر والشعر فى منظور أبي العلاء " مجموعة مقالات " )

تحت عباءة أبي العلاء (الجزء الثاني)_ نجيب سرورو: دليل القارئ الذكي إلى عالم أبي العلاء (دراسة ١_٤ )

تحت عباءة أبي العلاء_ نجيب سرور (الجزء الثاني: دليل القارئ الذكي إلى عالم أبي العلاء، الفصول الأخيرة من ٥ حتى ٧)
ملاحظة
الكلمات التي بالبنط العريض والتي يتضمنها الفصل الماثل من وضع نجيب سرور نفسه.
حواشي

[1] النجيب هو أحد الخيول العتاق الكريمة الأصيلة غير المهجنة! (ن.س)

[2] هنا أيضا اشارة واضحة الى ما علمه الرجل من الأخطار التى قد تتعرض لها أعماله. (ن.س)

[3] حبر اليهود هو كاهن اليهود! (ن.س)

[4] المدارس لليهود موضع تقرأ به التوراة!! (ن.س)

[5] أي أن الماسون في جميع النحل والصور، أما ذكر الهائدون هنا ـ أي اليهود ـ فهو من سبيل التمويه والمناورة لأن الماسونية هي الدين السري لليهود، وسيفعل هذا مرارا. (ن.س)

[6] أنظروا إلى "تلك اليهود" التي تعود على "الداء القديم"، مع ملاحظة…… (ن.س). (للأسف، تكملة الملاحظة ليست واضحة في النسخة المتاحة).

[7] ملحوظة كتبها نجيب سرور ليست واضحة تماما في النسخة المتاحة.


مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com

مع تحيات Edunet Cafe


http://img231.imageshack.us/img231/5128/26b9a989a821b1b7029f1df.gif
(www.edunetcafe.com)

J'aime tout le monde
01-07-2010, 01:05 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب

Edunet.tn
11-14-2018, 11:44 AM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا

Edunet.tn
11-21-2018, 11:11 AM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا

Edunet.tn
11-26-2018, 11:32 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا

Edunet.tn
12-03-2018, 01:55 AM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا

Edunet.tn
12-08-2018, 10:53 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا

Edunet.tn
12-16-2018, 09:41 PM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا

Edunet.tn
12-24-2018, 12:30 AM
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا
الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا