وقد عرف العلماء منذ وقت طويل أن المجال المغناطيسي للأرض، الذي يسهر على حراستها من الأجواء القاسية التي تعصف في الفضاء، إنما يشبه في الحقيقة المنزل القديم المتهالك، ذا الفتحات التي تسمح أحياناً بتسرب رياح الشمس العاتية التي تولد الجزيئات المشحونة الناجمة عن الانفجارات الشمسية، ومن شأن هذا الخلل أن يتسبب في ظهور ضوء شفق لامع في الآفاق، أو تعطيل الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية أو من خلال الخطوط الأرضية.
وتظهر مراقبات فريق ثيميس أن المجال المغناطيسي للأرض يتعرض لشرخين آخذين في الاتساع على نحو عرضي غير منتظم، بما يسمح للرياح الشمسية، وهي سيل من الجزيئات المشحونة تتدفق من الشمس بسرعة مليون ميل كل ساعة نحو 6,1 مليون كيلومتر كل ساعة، بأن تخترق المجال الجوي العلوي للأرض.
وأجرى فريق ثيميس حساباته لتحديد سمك طبقة الجزيئات الشمسية عند أبعد جزء من المجال المغناطيسي للأرض بنحو ستة آلاف وأربعمائة كيلومتر، وهو ما يمثل أكبر خرق للدرع الواقي يتم العثور عليه حتى الآن.
وتوقع جيمي ريدر عالم الفيزياء بجامعة نيو هامشير، دورة شمسية أكثر عنفا، وذلك بفضل تطابق المجالين المغناطيسيين لكل من الأرض والشمس خلال ذروة الدورة، والتي من المتوقع أن تكون العام ,2019 ومن شأن هذا أن يولد تدفقا للجزيئات الشمسية، بحسب ريدر.
يذكر أن العلماء اعتقدوا في السابق أن أكبر فرصة لتسرب الرياح الشمسية تحدث حينما يتلامس مجالا الأرض والشمس المغناطيسيان في اتجاهين متضادين، ولكن البيانات الواردة من ثيميس تشير إلى أن العكس هو الصحيح، فالرياح الشمسية تنفذ من خلال الدرع الواقي للأرض بصورة أكبر عشرين مرة حينما يتطابق المجالان المغناطيسيان.