تعلم كيف تنجز بحثا
كيف تعد بحثا؟
المقدمة
يشير الباحث فيها بإيجاز إلى الكتابات والبحوث السابقة موضحا الصلة بينه وبين الموضوع الذي يقترح بحثه، ويتم توضيح بعض الأفكار والمفاهيم الأساسية ذات الدلالة بالنسبة لبحثه، ويمكن أن يوضح في هذه المقدمة بعض الثغرات والمشكلات الملحة القائمة في المجال التربوي والتي تحتاج إلى حلول وقرارات تستند إلى بحوث علمية.
صياغة مشكلة الدراسة
تعنى مشكلة البحث موضوعات ومشكلات ومجالات وأفكار البحث العلمي وهى المقومات الأساسية التي يساهم تحديدها في بلورة وتوضيح المعالم الرئيسية، ‘إن مشكلة البحث مرتبطة بالافتراضات التي يستند إليها، ونوعية المعلومات والبيانات والوسائل والعينات والأمثلة و التجارب والأساليب وأنواع المناهج العلمية التي يستعان بها في إعداد البحث، وتتوقف مشكلة البحث على عوامل منها:
- نوعية العلم، أي نوعية المعرفة والمجال العلمي موضوع البحث.
- التخصص العلمي، حيث يعكس الإلمام الكبير والدراية بالمشكلات التي هي محل البحث.
- الميل العلمي، وهو حب الاستطلاع وإيجاد الحلول لهذه المشكلة.
- الهدف العلمي، يتمثل في رغبة الباحث في الوصول إلى نظرية علمية جديدة.
وهناك ثلاثة محكات رئيسة يجب مراعاتها عند تحديد المشكلات بشكل دقيق وهى:
- يجب أن تحدد المشكلة علاقة بين متغيرين أو أكثر.
- يجب أن تصاغ المشكلة بوضوح، وتوضع في شكل تساؤل حتى يسهل تحديدها.
- يجب التعبير بدقة عن المشكلة بحيث يتضمن ذلك التعبير إمكانية الاختبار.
ومن السؤال الرئيس( مشكلة الدراسة ) تنبثق عدة أسئلة فرعية لتسهيل عملية الإجابة على التساؤلات بدقة، وفقا لقول الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا
فروض الدراسة
فروض الدراسة هي إجابات مؤقتة ذكية لتساؤلات الدراسة،وهى نوعان
- فرضيات صفرية وتعني انه لا توجد فروق (علاقـة)دالة إحصائيا في (بين) متغيرات الدراسة.
- فرضيات موجهة وتعني أنه توجد فروق (علاقة) دالة إحصائيا في (بين) متغيرات الدراسة.
ويفضل كتابة فروض الدراسة بعد الدراسات السابقة والتعليق عليها، لأنها في الأساس معتمدة عليها، وعلى نتائجها، ومستمدة منها.
أهداف الدراسة
وفيه يبرز الباحث الهدف من إجراء الدراسة، وفي الغالب تكون الأهداف مرتبطة بمشكلة الدراسة والأسئلة الفرعية، حيث كل تساؤل في حد ذاته هدف لذا يرى البعض أنه مادام هناك تساؤلات فلا داعي للأهداف ، ويرى البعض أن توضع التساؤلات والأهداف، حتى ولو كان هناك تكرارا.
أهمية الدراسة
من خلال مقدمة البحث يصل الباحث إلى أهمية قيامه بالدراسة المقترحة من الناحيتين العلمية والتطبيقية ويعطي من الأدلة والأسباب ما يؤكد هذه الأهمية ويبرزها ويدعو إلى القيام بالدراسة ، وهنا يبرز الباحث أهمية بحثه من الناحية الاجتماعية، والبحثية، وأهل الاختصاص.
الإطار النظري والمفاهيم
وفيها يبرز الباحث التعريفات الأساسية لمصطلحات بحثه، والنظريات المفسرة لهذه المصطلحات، ويتم التعليق عليها، والربط فيما بينها.
الدراسات السابقة
يتم تجميع بعض الدراسات السابقة التي لها صلة مباشرة بالموضوع قيد الدراسة، ويتم تلخيصها ورصدها، ثم التعليق عليها، ويراعى عند تلخيصها ذكر عنوان الدراسة، اسم الباحث، سنة الدراسة، مكان إجراء الدراسة، هدف الدراسة، أدوات الدراسة، عينة الدراسة، أهم نتائج الدراسة.
منهج الدراسة
المنهج عبارة عن طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم ، ويمكننا القول بأن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة، ويوجد العديد من أنواع المناهج منها،
- المنهج التاريخي: هو المنهج الذي يستخدمه الباحثون الذين تشوقهم معرفة الأحوال والأحداث التي جرت في الماضي.
- المنهج التجريبي: هو المنهج الذي تتضح فيه معالم الطريقة العلمية في التفكير بصورة جلية، لأنه يتضمن تنظيما يجمع البراهين بطريقة تسمح باختيار الفروض والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضع الدراسة، والوصول إلى العلاقات بين الأسباب والنتائج، وتمتاز التجربة العلمية بإمكان إعادة إجرائها بواسطة أشخاص آخرين مع الوصول إلى النتائج نفسها إذا توحدت الظروف.
- المنهج الوصفي: هو المنهج الذي يدرس ظاهرة ما، فإن أول خطوة يقوم بها هي وصف الظاهرة التي يريد دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، وهو مرتبط منذ نشأته بدراسة المشكلات المتعلقة بالمجالات الإنسانية، وما زال هذا هو الأكثر استخداما في الدراسات الإنسانية حتى الآن وذلك لصعوبة استخدام الأسلوب التجريبي في المجالات الإنسانية، ومن أمثلة الأساليب التي تستخدم في الدراسات الوصفية المسحية هي(تحليل النشاط، وتحليل المحتوى).
1- تحليل النشاط: وهو تحليل نشاط الفرد، ومن خلاله يمكن التعرف على:
- نواحي الضعف والقوة في الأعمال التي يقوم فيها الأفراد.
- تحديد أجور العمال التي تتطلب مستويات مختلفة من المهارة والمسئولية.
- التعرف على الكفاءات عند اختيارها لشغل الوظائف المختلفة.
تحليل المحتوى:لقد نما هذا الأسلوب وتطور نتيجة للزيادة السريعة في حجم المواد التي تنتجها وسائل الإعلام، وهو معالجة المواد المكتوبة بطريقة كمية، وهو وصف المحتوى الظاهر للاتصال وصفا موضوعيا منظما وكميا.إن اختيار العينة لتحليل المحتوى تمر بثلاث مراحل وهى مصادر العينات(اختيار الصحف أو محطات الإذاعة،أو الأفلام التي تحلل )، واختيار عينة التواريخ(اختيار الفترة التي تتناولها الدراسة)واختيار عينة الوحدات(جوانب الإعلام التي يراد تحليلها)، وكمثال لاستخدام أسلوب تحليل المضمون ندرج هذه الدراسة.
حدود الدراسة
من المهم أن يوضح الباحث حدود الدراسة، وذلك فيما يتصل بجوانب المشكلة ومجالها والعينة أو الأفراد أو المؤسسات التي ستشملها الدراسة، والتحديد يساعد الباحث على التركيز على أهداف معينة ويجعله طوال إجراء دراسته وجمع البيانات وتفسيرها والتوصل إلى نتائج معينة على وعي بحدود دراسته ونتائجه، ويساعد هذا التحديد أيضا في تجنب التعميم الزائد أو تعميم النتائج إلى أبعد من حدود الدراسة، فضلا عما يوفره الباحث من اقتصاد في الجهد والوقت والتكلفة، ويفضل أن يوضح الباحث تبريرات هذه الحدود، ويجب أن تشمل الحد المكاني والزماني والأكاديمي.