أهمية النشاط الرياضي في الوسط المدرسي
يولد الطفل العادي ومعه طاقات حركية متعددة تشمل الإحساس بالمحيط الخارجي والانعكاسات الشرطية والوقوف والتنقل والحركة. ومع نمو الطفل تنشأ لديه بصفة طبيعية حاجة للحركة تعرف مع مرور الأعوام في إطار الممارسة الرياضية. وهذا يؤكد الترابط العضوي بين الرياضة والنمو الجديد للطفل على مختلف المستويات بدنيا ونفسيا واجتماعيا.
وكما أنها تلعب دورا هاما في تقوية العضلات والزيادة في مخزناتها الحرارية وفي تدعيم القدرة النفسية وإمكانيات القلب والدورة الدموية؛ بما يمسح بتوفير كميات أكبر من الأكسجين والمواد الغذائية لمختلف أنسجة الجسم.
فإنها تعوّد الطفل على إدراك الحركة مع تواتر حركات لا إرادية تنتهي باكتساب التناسق بينها، وهكذا تتكون بالتجربة القدرة على تمثيل هذه الحركات في الذهن وإعادتها عند الضرورة لتكتسب صفة إرادية. فهي تنمي الذكاء الحسي الحركي أثناء إعادة وإتقان الحركات الرياضية، لأنها توفر له وضعيات وتجارب جديدة لم يسبق له خوضها مما يتطلب منه اليقظة وتنمية القدرة على التركيز، وملكة استنباط الحلول الملائمة للمواقف المناسبة أثناء الألعاب الرياضية الجماعية.
لذا تعد مقولة "العقل السليم في الجسم السليم " من المقولات المأثورة، فالحركة و النشاط ضرورتان حتميتان لجسم الإنسان، و قد خلق الإنسان بالطبع ليمارس نشاطا بدنيا: فعظامه وعضلاته قوية و مفاصله مرنة و حركاته متناسقة، كما أن له مخزونا كبيرا من الطاقة ، و أجهزة قادرة على حفظ توازنه في الظروف المتغيرة.
ويدل الاهتمام بدور التربية البدنية في المدارس على الاقتناع السائد بدور النشاط البدني والرياضي في نمو التلاميذ، وعلى البحث عن الاستفادة منه في تحسين الصحة والمردود الدراسي، و في التكيف الاجتماعي وترسيخ القيم النبيلة لدى الناشئة . إذ تلعب دورا هاما وإيجابيا في تكوين البنية المورفولوجية السليمة للطفل القادر على تخطي العقبات التي تعترض وتعيق الأداء الجسمي للوظائف المنوطة به.
كما أن هذه التربية هي تنمية للقدرات العقلية وتنشيط للذاكرة الفكرية التي توسع المدارك، وتنمي مراكز النشاط في العقل البشري ، والتي تنعكس إيجابا على السلوكيات فتربيها وتنميها وترفع من قدرات الاستجابة لتبسيط أي معضلة، وإيجاد الحلول لفك طلاسمها وتسخير نتائجها في خدمة هذا الصغير، والذي هو مصدر نشاطنا واهتمامنا، لأن إسهام التربية البدنية شرط أساسي لمواكبة المسار الدراسي، لأنها التربية القاعدية الملازمة للطفل، والتي تساهم بقدر كبير في تطوير الجانب المهاري بكل أبعاده ( إدراك, تحكم, تنسيق, توازن,استجابة) زيادة إلى العوامل الأخرى مثل (السرعة، المقاومة، المداومة، المرونة، القوة).
وتبقى ممارسة الرياضة عنصرا مهما في تحقيق وظائف الأنسجة والوقاية من أمراض .عديدة قد تنتج عن اختلال تمثيل المواد السكرية داخل الجسم، مثل السمنة المفرطة، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب الفوائد المرتقبة على صعيد تنمية القدرات الذهنية والعقلية.
- الأستاذ عبد الحق بولغب، أستاذ التربية البدنية بالمدرسة العلمية إجناون.