ا حـــلا م قصه من الواقع
ما اصغر العالم وما اقصر العمر وما احلى الايام الخوالي ببراءتها ببساطتها كل شيء
كان جميل كان صاحبنا احمد قاعدا في صالة بيته يتصفح الصحف والكتب كعادته
مع فنجانه الشاي ولم يفصله عن باب الشقه سوى حاجزبسيط يستر الداخل والخارج
فاذا بابنته تدخل عليه : اباه خالتي معها واحده صاحبتها اجت من عدن تحب تسلم عليك
وكان دائم التشاؤم بزيارة خالتهاالمفاجئه والغير مناسبه دوما(وهي خالة بنته من بعيد)
دخلت فجأه: السلام عليكم اقدم لك ظيفه يا احمد يمكن تعرفها وكانت الدهشه كبيره
ياسبحان الله ما اقصرالعمر انها احلام ببريق عينيها وجمال ابتسامتها لم تغيرها الاعوام
الخمسين التي مرت ومد يده مسلما عليها خجلا ولاعنا بنفسه خالة ابنته التي نكأ ت
الجرح القديم قائلا تفضلوا مشيرالابنته ان تاخذهم الى الداخل وخرج مهرولا لايدري
الى اين يتجه ولكن طبعا الى البحر الذي يشكي اليه همومه وتجيبه امواجه بنغمات
الزمان الغابر التي لم تغير لحنه
لقد كانا جيران في حي بسيط في عدن وكان زميلا دراسه وكان دائم الزياره لهم والجلوس
معها يمارسان القراءه او الرسم الطفولي لبعض الحيوانات ويمرحان ولكن الايام تمر
بسرعه رهيبه وكبرا وبدأت تلك العواطف تتحول الى علاقة حب راسخه بريئه لم ينتبه
احدا لهم وتحولت العابهم بالرسم الطفولي الى قراءة قصص وروايات الحب والغرام
وكان دوما ما يحضر لها المجلات التي تحوي تلك القصص او الكتيبات
وكانت امها تعطف عليه كثيرا ولكن زوجها كان عصبي وشرس ودائم الخناق
مع اسرته لاتفه الاسباب وكان احمد يتجنب الدخول اذا كان موجودا ويدخل في غيابه
ليسترق اللحضات السعيده بجلوسه مع من يحب وهم يشربان الشاي بوجود الام احيانا
وغالبا ما تشغل بعمل المنزل
ودارت الايام ومرت الايام وتدخل البلد في دوامة الكفاح ضد الاستعمار وتكبر الامور
ولم يكن احمد في البدايه مهتما ولكن عند خر والده صريع الحرب الاهليه واظطر
لترك الدراسه للعمل واكتشف امراخر وهو ان ابو حبيبته هو مع الجناح المتشد د
الذي اودى بحياة والده وبقدرة قادر استلم ذلك الجناح السلطه واستمرالبطش بالجناح
المهزوم ولاحظ ان جاره العزيز ينظر اليه بسخريه مرددا حاولت انصح والد ك اكثر
من مره ولكنه ركب راسه مع حفنه من الخونه- واحمد ساكتا- لا يرد عليه اولا لانه
والد حبيبته ثم لانه لم يكن يعرف حينها رغم بلوغه حقيقة مادار من صراع وبسرعه
رهيبه كل ماكان يعرفه ان والده يحب جمال عبدالناصر القائد العربي ويسمع دوما
اذاعة صوت العرب فاحتار طيب مالكل كان يسمع صوت العرب ويحب جمال عبدالناصر
وخطاباته ضد الاستعمار حينها ؟؟
واحس بان الفجوه كبرت بينه وبين من يحب وان والدها بنشوة النصر لا يمكن التفاهم
معه فالصبر هو خيردواء
ولكن تزداد تشنجات جارهم العزيز فيلجاء احمد الى خاله فلربما استطاع عمل شيء
خاصه وان بينهما شيء من الاحترام لتوافقهما المذهبي ولكن هيهات فالاحداث
كانت تتسارع فقد انشق ذ لك الجناح ولسؤحظ احمد ان خاله من الجناح المناوئ
لجاره العزيز
بعث احمد بامه لام حبيبته كي تفاتحها بخطبة ابنتها لابنها ولكن عادة لتخبره ان
الاب تشنج بسماعه الكلام واستنكر ان يمد يده لابن ذ لك الذي حاول ان يزيحه من
الهدف الوطني الخ ويكرر محذرا ومنذرا اذا لم يحترم ابنك احمد نفسه كجار اننا
قادر اظره فقط ساكت عليكم بحق المجوره
ويفاجئ احمد بالمضايقه في العمل – من غير مبرر- ثم يستجوب ويفصل من العمل
يتم تطهيره بتهمة احد المتظررين من اجراءات الثوره - وعرف احمد ان وراء
كل ذ لك هو جارهم العزيز- ولم يعد احمد يستطع رؤية حبيبته احلام
وكانت الصاعقه الكبرى عندما بلغه خطوبتها وتحديد زواجها بعد شهر لاحد الرفاق
وعرف من امه كيف تم غصبها على ذ لك وهي تبكي وابلغته امه خوفها على
حياته من هذا المتجبر بل وايضا من الزوج العريس لو سمع بشيء عنه فهو اشد
من جارهم قوة
اذا انسدت ابواب الفرج امام صاحبنا احمد ويئس فما كان منه الا ان يشد الرحال
للهرب من البلد والبحث عن الهروب الى شمال اليمن متفقا مع زميلين له في الدراسه
وتمكن من ذلك الهروب معهما ولكن اختلفت بهما السبل فاحد زملاءه بقي في
شمال الوطن والاخر يحاول الذهاب الى بلد اخر ونجح احمد من الهجره الى
دوله خليجيه حيث استقر وارسل لوالدته ثم عاد ت لتجد جارها استولى على البيت
وعادت عند ابنها حيث توفاها الله اما اخواته فقد تزوجن قبل هروبه فتزوج هو
واستقر وخلف ولكن لاتزال تلك الاحلام لم تفارقه فقد خسر دراسته وداره
وعمله فاذا بتلك الاحلام تزوره بعد سنوات طويله لتصافحه كيف حالك يا احمد؟
وهي تعرف كيف حاله واللي جرى له وجرى لكثير من ابناء وطنه من تلك
الثوره الحمراء التي اضافت شراسه لوالدها فوق شراسته وشجعت تلك الثوره
كثير من الحاقدين بتواصل انتقاماتهم والتشريد والقتل
ولكن لاعليك يا حمد تناديه امواج البحر بعد ان ا ستمعت لشكواه وانينه
فمثلك مثل الكثير الذين خسروا حياتهم واحلامهم بل انت احسن حالا لازلت
حيا ترزق وقد اغاضهم بقاءك على قيد الحياه كانوا يريدوا الموت للكل
ولا يبقى سواهم فالوطن وطنهم والثوره ثورتهم وهم المخلصين والوطنيين فقط
والبقيه خونه وعملاء
Edunet Cafe forum Edunet Cafe
مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com/index.php