الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا




بكالوريا اداب

تحت عباءة أبي العلاء
نجيب سرور
هذا مخطوط نادر وقيم للشاعر المصري الراحل نجيب سرور تناول فيه بعض الجوانب لــــ أبي العلاء المعري, ونقدمه بEdunet Cafe لتلاميذ السنة الرّابعة اداب ليكون لهم عونا لهم في دراستهم
النجاح والتوفيق لجميع تلاميذ البكالوريا - بكالوريا اداب



الجزء الثاني تحت عباءة أبي العلاء المعري لنجيب سرور - لتلميذ البكالوريا - لتلميذ البكالوريا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافي

http://www.edunetcafe.com


الفصل الأول

مشترط أبي العلاء


أقررت بالجهل وادعى فهمي قوم
فأمــري وأمــــرهم عجبُ
والحــــق أني وأنهم هــدر
لستُ نجيبــا ولا هُمُ نُجُـبُ" [1] أبو العلاء

يقول أبو العلاء في مستهل مقدمته للزومياته ما نصه: "..وانما وضعتُ أشياء من العظة، وأفانين على حسب ما تسمحُ به الغريزة. فان جاوزتُ المشترط إلى سواه فان الذي جاوزتُ اليه قول عُري من المين. وجمعتُ ذلك كله في كتاب لقبته (لزوم مالا يلزم)"!

هناك اذن مشترط..مصطلح..لغة سرية!!

وهناك نوع مشترط من العظة وأفانين على حسب ما تسمح به الغريزة، وآخر بالضرورة غير مشترط..أي نوع باطني وآخر ظاهري. وبدون التفرقة بين مشترط وغير مشترط أبي العلاء لا يمكن فهم مقاصد الرجل أو مقصده الرئيسي فى كُل ما كتب وقال. فهو نفسه الذي يقول في "رسالة الملائكة": "…وحق لمثلي ألا يسأل، فان سُئل تعين عليه ألا يجيب، فان أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه، فان خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول، فان كتبه فواجب ألا ينظر فيه، فان نظر فيه فقد خبط عشواء"!

إلى هذا الحد يخشى الرجل على مشترطه.

إلى هذا الحد يخشى أن تفهم مقاصده الباطنة من وراء العظاة والحكم وأفانين القول التى تسمح بها الغريزة! إذن فصعوبة قراءة وفهم أبي العلاء صعوبة متعمدة واضطرارية وتكتيكية أملتها دوافع التخفي والتنكر والتغطية، الأمر الذي يجب أن يدفع القاريء إلى الاصرار على الصبر عليه والتصميم على فهمه لا الانصراف عنه ولا الزهد فيه ايثارا للراحة وجريا وراء السهولة، خاصة وأن فهم أبي العلاء بالذات والآن بالذات هو ـ كما اتضح وسيتضح أكثر ـ مسألة حياة أو موت بالنسبة للقراء العرب فى ظل المتغيرات الجديدة فى وطننا العربي الذبيح.

فلنضف هنا قول الرجل في مقدمة اللزوميات: "وقد بنيتُُ هذا الكتاب على بنية حروف المعجم المعروفة ما بين العامة لا التي رتبها العلماء بمجاري الحروف".

مما يعني على سبيل القطع وجود بنيتين لحروف المعجم، احداهما للعامة والأخرى للعلماء (الخاصة)، أي وجود معجمين أو مشترطين ظاهري وباطني. فمن العبث اذن محاولة فهم أبي العلاء ببنية حروف المعجم المعروفة لدى العامة. انها بنية ظاهرية لا تزيد الأمر إلا غموضا كما هي الحال فى كل ما كتبه العقاد العقاد وطه حسين وبنت الشاطيء ولويس عوض وغيرهم، وان كان الوقت لم يحن بعد لمراجعة الأساتذة المذكورين فيما كتبوا. وإلى أن يحين أقول إنه يمكن فهم أبي العلاء فقط بالتعرف على بنية الحروف كما رتبها العلماء.

ومن هنا ذهبت مع الريح أطنان النقد والشروح التى كتبت وما تزال تكتب عن أبي العلاء منذ أودع الرجل أعماله ذمة الأجيال والتاريخ وذمة أنصاره ومريديه وأتباعه من أعضاء حزبه السري..أعضاء الكتيبة الخرساء. وضاع من أعماله ما ضاع وبقي ما بقي، وربما شوهت بعض أعماله أو تعرضت للحذف والدس والانتحال والابدال. وظل هو كأبي الهول الرهيب يرفض أن يبوح بسره المهول لمن يعتنون بالظاهر فيما يقرأون. وهم للأسف الأغلبية الساحقة من القراء العرب!

هاهو الرجل يتبرأ للمرة الألف ربما من النحو والصرف واللغة مما يصر الرواة والشارحون على اتهامه بالولع به، فيقول في رسالة الملائكة: "كنت في غيسان (عنفوان) الشبيبة أود أنني من أهل العلم، فسجنتني (فحبستني) عنه سواجن غادرتني مثل الكرة رهن المحاجن. فالآن مشيت رويدا وتركت عمرا للضارب وزيدا. وما أوثر أن يزاد في صحيفتي خطأ فى النحو فيخلُد آمنا من المحو" [2].

ثم يقول في نفس الرسالة: "ولما وافى شيخنا أبو القسم على بن محمد بن همام بتلك المسائل ـ النحوية والصرفية ـ..

فقلت اصطحبها أو لغيري فاهدهــــا
فما أنا بعد الشيب ـ ويلك ـ والخمــر
تجاللت عنها فى السنين التى مضـــت
فكيف التصابي بعدما كلأ العمــــر"!

مشبها المسائل الصرفية والنحوية واللغوية بالخمر التى امتنع عنها وزهد فيها منذ زمن بعيد ما بين الشبيبة والشيب. وهنا نعود لنستدعي إلى الذاكرة قوله الحاسم:

من يبغ عندي نحوا أو يُرد لغة
فما يُساعفُ من هذا ولا هـذي

وقوله القاطع:

ما النحوُ والشعر والكـــلامُ
وما مُرقش والمُسيبُ بن علـس

ومن المفيد جدا للتعرف على معجم أبي العلاء والولوج إلى عالمه المكتظ بالألغاز والأسرار والطلاسم أن نعود إلى مقدمة اللزوميات، حيث يقول: "ومن الأبيات الموضوعات للمعاني:

أقولُ لعبد الله لما سقاؤنـــا
ونحن بوادي عبد شمس وهاشم

فهذا ألغز قولهُ ـ وهي شم ـ وهو يريد وهي من الوهى وشم من شيم البرق عن قوله ـ وهاشم ـ إذا كان هاشم اسم رجل. فلو جاءت بعد ذلك الخضارم، والاكارم، ودائم، ونحوها لكان عندي غير قبيح"!..

ها هو الرجل يشرح لك البيت المذكور ويحل ألغازه ويبين لك وجه اللعب بالألفاظ فيه فيعطيك في نفس الوقت واحدا من المفاتيح السرية لفهم أقواله هو وفك رموزها، وطريقة الى الولوج إلى عالمه ومقاصده ومراميه. وعلى هذا يصبح من الواضح أن الرجل لم يقصد بمقدمة اللزوميات وسقط الزند أن يعطيك دروسا في اللغة أو العروض ـ كما قال لنا مرارا ـ وانما اتخذ ذلك كله وسيلة لتمرير رموزه السرية الباطنية وتمرير مفردات معجمه المشترط. نعم اتخذ ذلك كله وسيلة للتستر ووسيلة في نفس الوقت للايصال. ولكنه لا يقف عند هذا الحد بل يتجزأ فيعطيك بعضا من مفردات معجمه السري مباشرة ودون خوف، فيقول فى رسالة الملائكة أيضا: "ولا يحسن بساكن الجنان أن يصيب من ثمارها فى الخلود وهو لا يعرف حقائق تسميتها:

كمثرى الجنان ـ ولعل في الفردوس قوما لا يدركون أحروف كمثرى كلها أصلية أم بعضها زوائد. ولو قيل لهم ما وزن كمثرى على مذهب أهل التصريف لم يعرفوا فعلى.

السفرجــل ـ وما يجمل بالرجل من الصالحين أن يصيب من سفرجل الجنة في النعيم الدائم وهو لا يعلم كيف تصغيره وجمعه، وهو لا يشعر ان كان يجوز أن يشتق منه فعل أم لا.

السنــدس ـ وهذا السندس الذي يطؤه المؤمنون ويفترشونه، كم فيهم من رجل لا يدري أوزنه فعُلُل أم فنُعُل.

شجرة طوبى ـ وشجرة طوبى، كيف يستظل بها المؤمنون المتقون ويجتنونها آخر الأبد، وفيهم كثير لا يعرفون أمن ذوات الواو هي أم من ذوات الياء…ولعلنا لو سألنا من يرى طوبى في كل حين: لم حذف منها الألف واللام؟ لم يُحر في ذلك جوابا.

الحـــور ـ ومن هو مع الحور العين خالدا مخلد، هل يدري ما معنى الحور؟

الاستبــرق ـ وكيف يستجيز من فرشه الاستبرق أن يمضي عليه أبد بعد أبد وهو لايدري كيف يجمعه جمع التكسير وكيف يصغره.

تلك عينات وأمثلة من المشترط..من معجم العلماء الخاص الذي رتب عليه أبو العلاء لزومياته..ويسوقها أبو العلاء هنا مغامرا بكل شيء من أجل ألا يُؤخذ كلامه على المعنى الظاهري وبمعجم العامة. ثم هو يؤكد بهذا أن جميع المقدسات يجب ألا تؤخذ على معناها الظاهري ولا بمعجم العامة وأن لها معان أخرى باطنية لا يعلم تأويلها إلا قليل، وأن القاريء الذى يكتفي بالمعنى الظاهري لأقوال أبي العلاء انما "يخبط خبط عشواء"، على حد تعبيره السالف الذكر بعاليه. وما دام الأمر كذلك فكل شيء معرض للشك والتأويل والتحريف والابدال ـ ابدال الحروف ـ والحذف والزيادة والكذب والافتراء وسوء الفهم..إلخ

ولننظر ما تعرض له التراث العربي كله على مدى العصور، مما سبق أن أشرنا اليه وأوضحناه. خاصة وأن العربية قد أصابها التغيير وجهل أهلها بها ، علاوة على عدم صيانتهم لها من الألفاظ المدسوسة والمنحولة والمبدلة كما يرد على لسان الخليل بن أحمد فى رسالة الملائكة حين يقول: "إن الله جلت قدرته جعل من يسكن الجنة ممن يتكلم بكلام العرب ناطقا بأفصح اللغات كما نطق بها يعرُبُ بن قحطان أو معد بن عدنان وأبناؤه لصلبه، لا يدركهم الزيغ ولا الزلل، وانما افتقر الناس ـ في الدار الغرارة ـ إلى علم اللغة والنحو لأن العربية أصابها تغيير . فأما الآن فقد رُفع عن أهل الجنة كل الخطأ والوهم"..

ضاعت العربية اذن بين الفصاحة والعجمى وبين الأصول والزوائد على أن الفردوس أو النعيم أو الجنة التى يقصدها أبو العلاء التى يشترط لدخولها المعرفة الصحيحة باللغة العربية في معجميها العامي والخاص والظاهري والباطني والصحيح الفصيح لا المستعجم الدخيل..هي جنة المعرفة والفهم والتعقل وهذا ما يوجبه على جنوده من أعضاء الكتيبة الخرساء!!

يقول أبو العلاء في مقدمة اللزوميات: "فأما الأبيات التى تنسبُ إلى الكاهنة التى لها حديث مع عبد الله بن عبد المطلب، أعني قولها:

اني رأيتُ غمامة برقت
بيضاء بين حناتم القطر
وظننتهُ شرفا لصاحبـه
ما كل قادح زنده يوري

فان الواو قويت لأن بعد الراء ياء أصلية يجوز أن تجعل رويا ولا يمتنعُ أن تكون لغة الكاهنة الهمز على لغة من قال مُؤسى فهمز الواو لمجاورة الضمة كما يهمزها اذا كانت الضمة فيها موجودة، وقد يجوز أن تكون من باب السناد، فان صح فهو اشنعُ ما يكون. واذا اختلف الروى فكان مرة دالا ومرة ذالا أو سينا و شينا أو نحو ذلك من الحروف المتقاربة فهو الذي يسمى الإكفاء. قال الراجز:

قد علمت بيض يمسن ميسا
ألا ازال فقه وريشــــا
حتى قتلت بالكريم جيشـا"

ألم أقل لك أيها القاريء: إنك لن تستطيع مع أبي العلاء ولا معي صبرا؟!

أولا: لماذا الأبيات التي تنسب الى الكاهنة بالذات؟!

ثانيا: أي حديث كان للكاهنة مع عبد الله بن عبد المطلب بالذات؟

ثالثا: لماذا لغة الهمز..أي لغة الرمز والسرية والباطنية ومع عبد الله بن عبد المطلب؟! ما دلالة هذا وما النتائج المترتبة عليه وماذا ينجو أو يتبقى تحت مجهر منهج الشك عند أبي العلاء؟!

رابعا: لماذا الهمز فى لغة الكهنة عموما على مر العصور واختلاف الأديان خاصة وأن أبا العلاء يستدعي هنا ذاكرتنا الى البيت الذي كثيرا ما سلفت الاشارة اليه:

ولحبر اليهود [3] في درسه التوراة
فن والهم في التدبيـــــــل

خامسا: لماذا تكون لغة الهمز لدى الكاهنة على لغة "من قال مؤسي" بالذات..لغة من اذن تلك المهموزة؟!

سادسا: قوله "فان صح فهو أشنعُ ما يكون"!..أيعود حقا على القضية العروضية المطروحة على سبيل التغطية والتمويه أم يعود على السناد نفسه، أي على حديث الكاهنة مع عبد الله بن عبد المطلب، ومن ثم فاذا صح يصبح الأمر أشنع ما يكون؟!..وفعلا.

سابعا: الرجل يوحى اليك الى جانب الهمز فى اللغة بامكانية ابدال الحروف المتقاربة. دال ـ ذال ـ سين ـ شين الخ..

كما يشير الى التبادل الممكن بين العبرية (لغة من قال مؤسى) وبين العربية!

ثامنا: لماذا بعد (لغة من قال مؤسي) يستشهد أبو العلاء بقول الراجز: "قد علمت بيض يمسن ميسا"..يمسن ـ ميسا ـ ومؤسى..؟! هل هي مصادفة؟! مجرد تداعي خواطر وأفكار وكلمات وحروف؟! أبو العلاء أذكى وأشد دهاء من أن يترك في سائر أعماله شيئا للصدفة، فكل شيء لديه مقصود ومخطط ومدبر ومدروس ومصوب الى هدف لا يخطئه أبدا!! وتدليلا على هذا دعونا هنا بالذات نقفز الى مقدمة رسالة الملائكة آخذين معنا يمسن ـ ميسا ـ مؤسى لنرى مدى ذكاء الرجل الذي لعب بجميع العقول لأكثر من ألف عام ومدى ما تكلفه من مشاق وأعباء لايصال أفكاره إلى الأجيال القادمة من بعده! انه باديء ذي بدء يعطيك مفتاحا آخر سريا الى عالمه هو "قلب الحروف" أو عكسها، بعد أن أعطاك "ابدال الحروف" حتى ليصدق عليه ما قاله أحد الشعراء عن واصل بن عطاء: "عليم بابدال الحروف"..

فلنمض مع الرجل مستعينين بالصبر. يقول : "أفتراني أدافع ملك النفوس (الموت)، فأقول: أصل ملك مألك، وانما أخذ من الألوكة (الرسالة!) ثم قلب. ويدلنا على ذلك قولهم الملائكة في الجمع لأن الجموع ترد الأشياء إلى أصولها…فيعجبه ما سمع، فينظرني ساعة لاشتغاله بما قلت، فاذا هم بالقبض قلت: وزن ملك على هذا القول معل، لأن الميم زائدة، واذا كان الملك من الألوكة، فهو مقلوب من الك الى لأك…فوزن الملائكة على هذا معافلة، لأنها مقلوبة عن مآلكة".

ترى ماذا تبقى من التراث العربي كله بلا استثناء بعد عمليات القلب والابدال والتعاكس والتعجيم والهمز. وعلى أية صورة تبقى؟! ثم ألهذا اكتظ الباقي منه بالاسرائيليات على (لغة من قال مؤسى) أو لغة (الكاهنة) المهموزة؟! ثم على أي وجه اذن يتحتم علينا أن نتناول تراثنا محاولين فهمه أو فهم البقية الباقية منه وغربلته وتنقيته وتحقيقه والشك فى الكثير منه ورده الى الأصول..؟!على أي وجه غير وجوه القلب والتعاكس والابدال؟! تماما كما فعل الكهنة من أحبار اليهود؟! يستطرد أبو العلاء فيقول: "أم تراني اداري (ادافع) منكرا ونكيرا فأقول: كيف جاء اسماكما عربيين منصرفين واسماء الملائكة أكثرها من الأعجمية مثل اسرافيل ـ وجبرائيل ـ وميكائيل، فيقولان: هات حجتك، وخل الزخرف عنك! فأقول متقربا اليهما: قد كان ينبغي لكما أن تعرفا ما وزن ميكائيل وجبرائيل على اختلاف اللغات فيهما، اذ كانا اخويكما في عبادة الله، فلا يزيدهما ذلك الا غلظة. ولو علمت انهما يرغبان فى مثل هذه العلل، لأعددت لهما شيئا كثيرا من ذلك، ولقلت لهما: ما تريان في وزن موسى (اسم) كليم الله الذي سألتماه عن دينه وحجته فأبان وأوضح. فان قالا: موسى اسم أعجمي الا انه يوافق العربية، على وزن مفعل وفُعلى. أما مفعل فاذا كان من ذوات الواو مثل أوسيت وأوريت فانك تقول: موسى ومورى".

وهنا نتذكر قوله على لسان الكاهنة: "ما كل قادح زنده يورى"!

ثم يستطرد أبو العلاء: "واذا كان من ذوات الهمز (يقصد لغة الكاهنة المشار اليها ولغة من قال موسى) فانك تخفف حتى تكون الواو خالصة من مُفعل..وإذا قيل إن موسى فُعلى فان جعل اصله الهمز وافق فعلى من مأس بين القوم اذا أفسد بينهم. قال الأفوه (شاعر يماني قديم):

إما ترى رأسي ازري بـــه
مأسُ زمان ذي انتكاس مؤوس

ويجوز أن يكون فعلى من ماس يميس (تبختر واحتال)، فقلبت الياء واوا للضمة كما قالوا الكوسى وهى من الكيس"؟!

أرأيتم إلى ذكاء الرجل؟!

لقد وصل عن طريق اللغة والنحو والصرف والعروض والقلب والابدال والتعاكس الى الماس. الى الماسونية، الدين أو التنظيم السري الباطني لليهود والأصل الكامن وراء جميع أقنعتها التنكرية حتى الصهيونية..

ومع ذلك مازال بعض السذج فى عالمنا العربي المنكوب يصر على أن يفرق الماسونية واليهودية والصهيونية خوفا من أن يُتهم بالعداء للسامية أو بالعنصرية مع اننا نخوض حربا ضد عدو هو من أشد غلاة العنصرية!

يقول أبو العلاء بعد ذلك مباشرة: "فاذا سمعتُ ذلك منهما، قلت: لله دركما! لم أكن أحسب أن الملائكة تنطق بمثل هذا الكلام ولا تعرف أحكام العربية.."!

أي أن الكهنة والأحبار يعلمون جيدا أحكام العربية..تلك التى نسيها أو أهملها أهلوها وناموا عنها! وهكذا عدنا عن طريق رسالة الملائكة الى مقدمة اللزوميات ولغة الهمز الكهنوتية الماسونية اليهودية الباطنية، ثم الى ـ قد علمت بيض يمسن ميسا.

وهنا نعود الى رسالة الغفران، حيث يقول أبو العلاء على لسان ابن القارح للجني: "لله درك يا أبا هدرش…فكيف ألسنتكم؟ أيكون فيكُم عرب لا يفهمون عن الروم، وروم لا يفهمون عن العرب، كما نجدُ في أجيال الإنس؟". فيقول (الجني): "هيهات أيها المرحوم! إنا أهلُ ذكاء وفطن، ولابُد لأحدنا أن يكون عارفا بجميع الألسن الإنسية، ولنا بعد ذلك لسان لا يعرفه الأنيسُ"!..أي الا من هو من جنس الجان..لسان خاص سري باطني..فضلا عن معرفة جميع الألسن الإنسية. والجان فى معجم أبي العلاء ـ كما قلت مرة ـ هم اليهود وهم الأعاجم وهم هنا الروم وهم في مكان آخر النبط:

استنبط العُربُ لفظا وانبرى نبط
يُخاطبونك من أفواه أعــراب


مع تحيات Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com

يتبع في الصفحة الموالية