بحث جاهز عن الحقبة الإسبانية في تونس


كانت البلاد التونسية منذ سقوط دولة الموحدين بالمغرب والأندلس، تحت حكم دولة محلية هي دولة «الحفصيين» وكان ملوك هذه الدولة ضعاف، أذلة، يستمدون قوتهم من التأييد الإسباني، وبعد سقوط غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس، ضاق المسلمون في تونس ذرعًا بعمالة وتبعية ملوكهم للإسبان الأعداء فأرسلوا يطلبون من الخليفة العثماني «سليمان القانوني» مساعدتهم للتخلص من حكامهم الخونة، وبالفعل فتح العثمانيون تونس، وفر حكامها الخونة إلى جزيرة صقلية التابعة لإمبراطور إسبانيا «شارلكان».




انشغل العثمانيون بحروبهم الطويلة والمريرة ضد الصفويين الروافض، وعندها انتهز «شارلكان» الفرصة وهجم بجيش ضخم مكون من ثلاثين ألف مقاتل في حملة صليبية جديدة منهم الإسباني والهولندي والألماني والإيطالي والصقلي، واستولوا على «حلق الوادي» ثم تونس بعد معارك عنيفة، ثم نصب «شارلكان» عميله المخلص الأمير الحفص «الحسن بن محمد» على رأس الحكم في تونس، وما أشبه الليلة بالبارحة.


الحقبة الإسبانية في تونس

الحقبة الإسبانية في تونس، ترمز إلى الفترة بين 1535 و1574 تاريخ احتلال الإسبان لعدة مناطق ساحلية في البلاد.

دخلت الدولة الحفصية سنة 1535 في صراع خلافة بين السلطان أبو عبد الله محمد الحسن وأخيه الأصغر رشيد. طلب الأخير العون من العثمانيين الذين تمكنوا من الإستيلاء على العاصمة بقيادة خير الدين بارباروسا (دون إرجاع رشيد على العرش). إستنجد أبو عبد الله محمد الحسن بشارل الخامس، ملك إسبانيا الذي جهز جيشا قوامه 33،000 رجل و400 سفينة بالتحافل مع الدول البابوية، جمهورية جنوة ونظام فرسان مالطة. تمكن الإسبان من القيام بإنزال شمالي العاصمة في 16 يونيو، ثم بالإستيلاء على ميناء حلق الوادي، ثم تمكنوا من دخول العاصمة في 21 يوليو. أعيد تنصيب السلطان حسن على العرش لكنه أجبر على المصادقة على معاهدة تضع البلاد عمليا تحت الحماية الإسبانية. استمر في السنوات التالية الصراع بين الإسبان وحلفاءهم والعثمانيين. تمكن
العثمانيون في النهاية سنة 1574، من طرد الإسبان نهائيا بعد الإنتصار عليهم في معركة تونس.