تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح نص كلام بكلام - ثانية ثانوي - محور النادرة



Edunet.tn
03-17-2025, 09:51 PM
شرح نص كلام بكلام - مع الاجابة عن جميع الاسئلة مع الشرح والتحليل - ثانية تانوي - شعب علمية - المحور الثالث محور النادرة - الكاتب الجاحظ - char7nas 2eme annee secondaire



https://i.postimg.cc/R0dFStBF/char7nas-me7war3-2eme-secondaire-numero1.jpg



لمتابعة كل ما يهم السنة ثانية ثانوي شعب علمية لغة عربية شروح نص حجج مواضيع انشاء تعابير كتابية حجج مقالات أدبية فقرات انشائية حجاجية من هنا (https://www.edunetcafe.com/forumdisplay.php?f=174)



الشرح والتحليل والاجابة عن جميع اسئلة نص كلام بكلام

تقديم نص كلام بكلام
نص "كلام بكلام" هو مقتطف من كتاب البخلاء للجاحظ، الذي يُعتبر من أبرز الأعمال الأدبية في التراث العربي الإسلامي. يعكس النص شخصية أحد البخلاء من أهل خراسان، ويتناول طقوسه الدقيقة في تحضير وتناول الطعام، مرورًا بموقف طريف يتجلى فيه سوء فهم حول دعوة رجل عابر للطعام.
النص يتميز بأسلوب ساخر وفكاهي، حيث يستخدم الجاحظ تفاصيل دقيقة وحوارًا مُتقنًا لنقل التناقض بين مظاهر الالتزام بالآداب الاجتماعية وبين حقيقة البخل والتحفظ المفرط. يُبرِز النص النقد الاجتماعي الذي يسخر من بعض السلوكيات التي تتعارض مع القيم الجماعية كالتسامح والكرم، ويُظهر التداخل الثقافي في الحياة اليومية من خلال المفردات والتقاليد.

موضوع نص : كلام بكلام
موضوع نص "كلام بكلام" يدور حول البخل وتناقضات السلوك البشري، حيث يصوّر الجاحظ بأسلوب فكاهي كيف أن الالتزام الظاهري بالقيم والآداب يمكن أن يتعارض مع جوهر هذه القيم. من خلال شخصية البخيل الخراساني، يُبرز النص مظاهر البخل المفرط، خاصة في تناول الطعام، ويكشف عن قواعد سلوكية مختلقة يُبرر بها الشخص حرصه المبالغ فيه على ممتلكاته.
كما يتناول النص موقفًا طريفًا بين البخيل وأحد المارة، يوضح كيف تحولت الدعوة للطعام من بادرة كرم ظاهرية إلى درس في "آداب التعامل"، مما يُظهر الفكاهة في التناقض بين القول والفعل. الجاحظ يستغل هذا الموقف لنقد بعض السلوكيات الاجتماعية وإظهار صراعات القيم بين الفرد والمجتمع.



فكك
يمكن تقسيم النص إلى ثلاثة مقاطع . بين حدودها و أسند إلى كلّ مقطع عنوانا ذاكرا المعيار الذي ارتضيت .
المقطع الأول: صفات الخراساني وسلوكه الأسبوعي


الحدود: من بداية النص "كان على ربض الشاذروان شيخ لنا..." إلى العبارة "هذا كان دأبه كل جمعة."
الوصف: يعرض هذا الجزء تفاصيل شخصية الخراساني، بما في ذلك دقته، نزاهته، بخله، وطريقة قضائه يوم الجمعة في الطبيعة.

المقطع الثاني: الموقف مع الرجل العابر


الحدود: من العبارة "فبينا هو يوما من أيامه يأكل في بعض المواضع..." إلى العبارة "وهذا يخرج علينا فضلا كبيرا."
الوصف: يسرد هذا المقطع التفاعل بين الخراساني والرجل العابر، مع التركيز على سوء الفهم حول الدعوة لتناول الطعام، مما أظهر فلسفة الخراساني حول "الآداب" المرتبطة بالدعوات.

المقطع الثالث: تأثير الموقف وردود الأفعال


الحدود: من العبارة "فورد على الرجل شيء لم يكن في حسابه..." إلى نهاية النص.
الوصف: يتناول هذا الجزء ردود أفعال المجتمع تجاه الحادثة، وتعديل الخراساني لسلوكه في المستقبل فيما يتعلق بالتحيات والدعوات.



حلل
1 - وصف الراوي طعام البخيل و طريقة أكله . اذكر أهم الأساليب التي قام عليها الوصف وبين وظيفته في بناء النادرة .
الأساليب المستخدمة:


التفصيل الدقيق:

وصف الراوي الطعام بتفصيل مفرط، مثل ذكر الجَرْدَقَتَين، قطع اللحم المبرد، الجبن، الزيتونات، الملح، الأشنان، والبيضات الأربع. يظهر هذا التفصيل البخل في دقة التخطيط للوجبة وإعدادها.


الإطناب في ذكر الأدوات والإجراءات:
كالحديث عن حمل منديل، التخلل، غسل اليدين، والمشي بعد الأكل. الإطناب يبرز طقوس البخيل، ما يضفي طابعًا كوميديًا على طريقة تناوله للطعام.
أُشير إلى تناقض كبير بين محدودية الطعام المدخر وبين الفخامة التي يحاول الخراساني إضافتها من خلال الأجواء الطبيعية (الجلوس تحت شجرة، بجانب الماء الجاري).
الحوار بين الخراساني والرجل العابر يعكس فلسفة البخيل تجاه الطعام، حيث تبدو محاولة مشاركة الطعام انتهاكًا لقوانينه الخاصة.
إعادة وصف نفس التصرفات بطريقة رتيبة تدعم فكرة النمطية في حياة البخيل وتعزز الطرافة في النص.
المقارنة الضمنية:
استخدام الحوار:
التكرار والتنميط:

الوظيفة في بناء النادرة:


إبراز التناقض:

يُظهر النص التناقض بين الزهد الظاهري عند البخيل وإفراطه في الحذر والمبالغة في تفاصيل الطعام.


التصعيد الفكاهي:
ساهمت الطريقة التفصيلية في بناء جو من السخرية، حيث يتحول الطعام البسيط إلى محور حياة البخيل.
يسلط الضوء على القيم السلوكية غير المرغوبة، مثل البخل المفرط، بأسلوب فكاهي دون إسقاط مباشر أو هجاء قاسٍ.
نقد اجتماعي:



2 – قامت هذه النادرة على ثنائية الدعوة / الصد . كيف أسهمت هذه الثنائية في توليد الفكاهة ؟
ثنائية الدعوة/الصد في هذه النادرة شكلت محورًا أساسيًا لتوليد الفكاهة، وذلك من خلال التناقض بين الكلمات والأفعال، مما أبرز الموقف بطريقة ساخرة ومسلية. إليك تحليلًا لكيفية تحقيق ذلك:


المفارقة الظاهرة بين الدعوة والصد:

عندما دعا الخراساني الرجل بعبارة "هلمّ عافاك الله"، كان ظاهر العبارة يوحي بالكرم والترحيب، لكن ما تبعها كان تصرفًا معاكسًا تمامًا، حيث صُدّ الرجل واستُنكرت محاولته للمشاركة في الطعام. هذه المفارقة في التوقعات تُثير الضحك لأنها تقلب المعاني رأسًا على عقب.


التحليل المُبالغ فيه:
أسلوب الخراساني في تبرير صدّه للرجل باستخدام قواعد وآداب مفترضة، مثل ضرورة الرد بـ"هنيئًا" بدلًا من المشاركة الفعلية، يُظهر حرصه المفرط وسلوكه البخيل بطريقة كوميدية، حيث تبدو القواعد مُختلَقة ومفرطة في التفاصيل.
عندما اعتقد الرجل أن الدعوة صادقة وانطلق للعودة، ثم أوقفه الخراساني بحجة أن "العجلة من عمل الشيطان"، يصنع ذلك موقفًا غير متوقع، يبرز التناقض بين ما يُقال وما يُراد فعلاً، مما يضيف جانبًا فكاهيًا.
من خلال الثنائية، يُبرز الجاحظ النقد الساخر لظاهرة البخل الاجتماعي وكيف تتحول التصرفات العادية مثل التحية والدعوة إلى دروس "في الإنصاف"، وهو نقد خفيف يجعل القارئ يضحك ويتأمل.
المواقف غير المتوقعة:
النقد الاجتماعي المبطّن:

الوظيفة:
هذه الثنائية ساعدت في تقديم النادرة بطريقة ساخرة ولكن عميقة، حيث تجاوزت مجرد الكوميديا لتصبح وسيلة لنقد سلوكيات اجتماعية. التناقض بين المعنى الظاهر (الكرم) والمعنى الباطن (البخل) يُثير ضحكًا فكريًا ويبرز عبقرية الجاحظ في المزج بين الفكاهة والنقد.


3 - يعكس سلوك البخيل انحرافا عن قيم الجماعة رغم حرصه على الالتزام بآدابها . وضح ذلك و علله .
سلوك البخيل في النادرة يعكس انحرافًا واضحًا عن قيم الجماعة الاجتماعية، رغم محاولاته الظاهرية للالتزام بآدابها وتقاليدها. يمكن تحليل هذا التناقض وتفسيره كالتالي:
1. التزامه بآداب التحية والتعامل الاجتماعي:


البخيل يُظهر حرصًا كبيرًا على الالتزام بآداب التحية وقواعد الدعوة، كما يظهر في حرصه على رد السلام ودعوته بعبارة "هلم عافاك الله". هذا يدل على رغبته في الظهور بمظهر المتقيد بالأخلاق الاجتماعية.

2. انحرافه عن الجوهر الحقيقي لقيم الجماعة:


رغم الالتزام الظاهري، فإن سلوكه ينحرف عن جوهر هذه القيم، وخاصة قيمة الكرم، التي تُعتبر من القيم الأساسية في المجتمعات العربية والإسلامية. فقد كان يضع شروطًا صارمة للدعوة ويستنكر محاولة الرجل العابر في مشاركة الطعام، مما يكشف عن الأنانية والمبالغة في البخل.

3. السببية والتفسير:


هذا الانحراف يمكن تفسيره بحرص البخيل المفرط على ممتلكاته وخوفه من الخسارة، مما جعله يلتزم بالشكليات دون التفاعل الصادق مع الروح الجماعية. هو يخشى أن تُفسَّر دعوته على أنها دعوة للمشاركة الفعلية، ولذلك يعيد تفسير الآداب وفق معاييره الخاصة.

4. انعكاس السلوك على دوره الاجتماعي:


بدلاً من تعزيز قيم التلاحم والتآزر، أدى سلوكه إلى عزلته عن الجماعة. فقد وُصِف لاحقًا بأنه لا حاجة للناس بتحيته، ما يظهر نفور المجتمع من سلوكه البعيد عن روح الجماعة.

خلاصة الوظيفة:
تتناول النادرة هذا الانحراف بطريقة ساخرة، مسلطة الضوء على انفصال البخيل عن الجوهر الحقيقي للعلاقات الاجتماعية، مما يجعلها أداة نقد اجتماعي فعالة دون الإساءة المباشرة.


قوم
- قارن بين طريقة هذا الشيخ في صدّ الرجل عن الطعام وما أسند إليه من صفات في بداية النص . ماذا تستخلص من ذلك ؟
في بداية النص، وصف الراوي الشيخ الخراساني بصفات تدل على النزاهة، الدقة، النزوع عن الفساد والرشا، والالتزام بآداب السلوك العام. كما أشار إلى بخله الشديد وحساباته الدقيقة في نفقاته وطعامه، مما يعكس شخصية منظمة ولكن متحفظة ومتحكمة في مواردها.
لكن طريقة صدّه للرجل عن الطعام كشفت عن جانب مختلف من شخصيته:


تطبيق صارم ومتكلّف للآداب:

الشيخ لم يكتفِ برفض مشاركة طعامه بل لجأ إلى تبرير موقفه بأسلوب معقد ومليء بالآداب المختلقة التي تخدم مصلحته فقط، مثل تفسيره أن الرد على الدعوة بـ"هنيئًا" هو السلوك الصحيح وليس مشاركة الطعام.


التناقض في السلوك:
بينما يظهر الشيخ في البداية كإنسان نزيه وبعيد عن الهوى، فإن موقفه يعكس هوى خفيًا موجهًا نحو الحفاظ على موارده، مما يتناقض مع مبدأ الكرم الذي يُتوقع في سياقات مشابهة.

الاستنتاج:
هذا التناقض بين صفاته المعلنة وسلوكه العملي يكشف عن:


تداخل البخل مع "النزاهة": الشيخ يستخدم مظهره النزيه والمتمسك بالآداب لتبرير بخلٍ متجاوز حدود المألوف.
النقد الاجتماعي: النص يُبرز الجاحظ كنّاقد لطريقة استخدام القيم الظاهرية لتحقيق مصالح شخصية، مما يجعل الموقف فكاهيًا ويثير التفكير حول السلوكيات المماثلة.



- تحول موضوع الحوار بين البخيل وأحد المارة من الدعوة إلى الطعام إلى درس في آداب التعامل مع الآخرين . إلى أي حد يعكس ذلك مواجهة بين حضارتين مختلفتين ؟
تحول الحوار بين البخيل وأحد المارة يعكس إلى حد كبير مواجهة بين حضارتين أو تصورين ثقافيين مختلفين، وإن كان ذلك بشكل رمزي وضمني. إليك كيف يمكن تفسير ذلك:
1. التصور الفردي مقابل الجماعي:


البخيل يمثّل ثقافة ذات بعد فردي متشدد، حيث يُقدّم مصلحته الخاصة على أي اعتبارات اجتماعية، ويعطي أولوية مطلقة للحفاظ على ممتلكاته. بالمقابل، الرجل العابر يمثّل البعد الجماعي الذي يعتبر الكرم والتفاعل الاجتماعي من القيم الأساسية.
هذه المواجهة تعكس صراعًا رمزيًا بين مجتمع تقليدي يقدّر الضيافة ومجتمع حديث أو منحرف عن التقاليد يبالغ في حساباته المادية.

2. قواعد السلوك الطبيعية مقابل التصنع:


الرجل العابر تعامل بفطرة إنسانية بسيطة، حيث اعتبر أن الدعوة تعني الكرم والمشاركة. في المقابل، البخيل تعامل وفق تصوّر متكلف لقواعد السلوك، محاولًا إخضاع الحوار لمجموعة من "الآداب المختلقة" التي تخدم مصالحه الخاصة.
هذا التناقض يعكس مواجهة بين حضارة طبيعية تميل إلى البساطة والتلقائية، وأخرى تميل إلى الشكليات والتعقيد.

3. الأبعاد الفكرية والأخلاقية:


يُظهر الحوار اختلافًا في القيم الأخلاقية، فالرجل العابر يرى الدعوة كبادرة تعكس نية صادقة وكرمًا حقيقيًا. أما البخيل فيحوّلها إلى درس نظري حول الإنصاف وعدم الغبن، وهو ما يُبرز فجوة في المبادئ والقيم التي تحكم الطرفين.

4. الوظيفة الأدبية والنقدية:


النادرة تجمع بين الفكاهة والنقد الاجتماعي لطرح سؤال أعمق حول التحوّل الثقافي. الجاحظ يعبر بأسلوب ساخر عن صراع بين القيم التقليدية التي تعزز التواصل والتشارك، وقيم أخرى تبرز الفردية المفرطة والتحفظ المادي.

الخلاصة:
المواجهة في الحوار ليست فقط بين شخصين، بل تعكس تمثيلًا رمزيًا لصراع بين ثقافتين: ثقافة الكرم الجماعي المترسخة في التقاليد، وثقافة البخل الفردي المنحرفة عن هذه القيم. الجاحظ يسلط الضوء على هذا الصراع بأسلوب طريف لكنه عميق، ما يجعل القارئ يفكر في القيم السائدة في مجتمعه. هل توافق على هذا الطرح أم لديك رؤية أخرى؟


توسع
1 - الحقل الدلالي : ابحث في المعجم عن دلالات أخرى لكلمة " ربض " واستجل ما بينها من علاقات .
دلالات كلمة "رَبَض":


المعنى الأساسي:

"رَبَض" يشير إلى المكان المنخفض أو السفلي عند سفح الجبل أو المدينة. مثلًا، يُقال "ربض الجبل"، أي أسفله.


في السياق العسكري:
يدل على منطقة تقع خارج الأسوار كانت تُستخدم كمكان لحماية المدينة أو نقطة تجمع الجنود.
يُطلق على المكان الذي ترقد فيه الغنم أو الماشية للراحة. يُقال: "ربض الغنم"، أي مكان استقرارها.
يُستخدم للإشارة إلى الفعل "ربض" بمعنى جلس أو استقر. يُقال: "ربض الرجل"، أي جلس بهدوء.
يُمكن استخدام الكلمة للدلالة على السكون أو الاستقرار بشكل عام، سواء في المكان أو في الظروف الحياتية.
في سياق الماشية:
في السياق السلوكي:
في المعاني المجازية:

العلاقات بين الدلالات:


الرابط المكاني: جميع الدلالات تشير إلى فكرة المكان أو الاستقرار فيه، سواء كان ذلك مكانًا طبيعيًا (أسفل الجبل) أو مصنوعًا (منطقة عسكرية أو خارج أسوار المدينة).
الرابط الحسي: تعكس الكلمة شعورًا بالهدوء أو الراحة، كما في ربطها بمكان رقاد الماشية أو استقرار الإنسان.
الرابط المجازي: الكلمة تطورت لتُستخدم في سياقات تشير إلى السكون والاستقرار النفسي أو الحركي، مما يُظهر تفاعل اللغة مع احتياجات التعبير الإنساني.



2 - الحقل المعجمي : استخرج من النص المفردات التي تنتمي إلى مجال الطعام .
في النص، توجد العديد من المفردات التي تنتمي إلى مجال الطعام، وهي تعكس بوضوح تناول الشيخ الخراساني طعامه وتحضيراته بدقة. إليك المفردات المستخرجة:


أصناف الطعام:

الجردقتان
اللحم السكباج
الجبن
الزيتونات
الملح
البيض
الرطب (إشارة إلى نوع من الفاكهة)
العنب


أدوات الطعام:
المنديل
صرّة
خلال
أكل
شرب
غسل
تخلل
الأفعال المرتبطة بالطعام:

ملاحظات:
هذه المفردات تدعم وصف الجاحظ للطعام بطريقة تفصيلية جدًا، مما يعكس دقة الشيخ في تحضير وجبته وانشغاله بها بشكل مفرط، وهو ما يخدم الغرض الفكاهي والنقدي في النص.


3 - بم تفسر حضور عدد من الكلمات الفارسية في نسيج النص ؟ ماذا تستخلص من ذلك عن مجتمع الجاحظ ؟
حضور عدد من الكلمات الفارسية في نسيج النص يُفسَّر من خلال التفاعل الثقافي والحضاري الذي كان قائمًا في عصر الجاحظ، نتيجة اتساع رقعة الدولة العباسية وانفتاحها على ثقافات مختلفة. إليك تفسيرًا لهذه الظاهرة وما يمكن استخلاصه عن مجتمع الجاحظ:
1. التأثير الفارسي في العصر العباسي:


الدولة العباسية قامت على أكتاف أعراق وثقافات متنوعة، ومن أبرزها الفارسية. كثير من الفرس تقلدوا مناصب إدارية وعسكرية مهمة في الدولة، مما أدى إلى انتقال العديد من المفردات الفارسية إلى اللغة العربية المستخدمة يوميًا.

2. مجالات التأثير اللغوي:


غالبًا ما كانت الكلمات الفارسية التي دخلت العربية ترتبط بأمور الحياة اليومية، مثل الطعام (كالـ"سكباج")، واللباس، والعمارة، مما يعكس جوانب التفاعل الثقافي والتجاري بين العرب والفرس.

3. رغبة الجاحظ في الواقعية:


الجاحظ كان كاتبًا واقعيًا يهتم بتصوير البيئة والمجتمع بدقة، فاستخدام الكلمات الفارسية يعكس واقعية النصوص وعلاقتها بحياة الناس في تلك الفترة. فهو ينقل صورة حقيقية للحياة اليومية حيث تختلط المفردات الفارسية بالعربية.

4. الاستنتاجات عن مجتمع الجاحظ:


مجتمع متنوع الثقافات: يظهر أن مجتمع الجاحظ كان مجتمعًا عالميًا منفتحًا على الثقافات الأخرى، خاصة مع وجود فئات اجتماعية متنوعة من العرب وغير العرب.
التفاعل الحضاري: التداخل اللغوي يعكس تفاعلًا حضاريًا كبيرًا بين العرب والشعوب الأخرى، مما أثرى اللغة العربية بمفردات جديدة.
التطور اللغوي: الكلمات الفارسية التي ظهرت في النصوص العربية تدل على مرونة اللغة العربية وقدرتها على استيعاب مفردات من لغات أخرى دون التأثير على هويتها.

إضافة هذه الكلمات للنصوص الأدبية كـ"البخلاء" يُبرز عبقرية الجاحظ في عكس تعقيد الواقع الثقافي والاجتماعي لعصره بأسلوب فكاهي وساخر.


من هو الجاحظ؟:
الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، أحد أعظم أدباء العرب في العصر العباسي. وُلد في مدينة البصرة عام 159 هـ (حوالي 775 م) وتوفي عام 255 هـ (868 م). اشتهر بلقب "الجاحظ" بسبب جحوظ عينيه (بروزهما).
أبرز ملامح حياته:


نشأته: نشأ في بيئة فقيرة، لكنه كان شغوفًا بالعلم والأدب منذ صغره. عمل في بيع السمك والخبز، وكان يستغل أوقات فراغه في القراءة والكتابة.
ثقافته: كان واسع الاطلاع، ودرس على يد علماء بارزين مثل الأصمعي وأبي عبيدة. تأثر بفكر المعتزلة، وكان له اهتمام بالفلسفة والعلوم الطبيعية.
أسلوبه الأدبي: يتميز أسلوبه بالسخرية والفكاهة، مع عمق فكري ولغوي. كان بارعًا في المزج بين الجد والهزل.

أبرز مؤلفاته:


"البخلاء": كتاب ساخر يصوّر شخصيات بخيلة ومواقفها الطريفة.
"البيان والتبيين": عمل أدبي فلسفي حول البلاغة وفن الخطابة.
"كتاب الحيوان": موسوعة علمية وأدبية عن الحيوانات، تجمع بين العلم والفكاهة.

الجاحظ يُعتبر رمزًا للثقافة العربية والإسلامية، حيث جمع بين الأدب والعلم والفكر النقدي.