إصلاح مقال أدبي حول محور النّادرة لتلاميذ السنة الثانية ثانوي
لمتابعة كل ما يهم السنة ثانية ثانوي شعب علمية لغة عربية شروح نص حجج مواضيع انشاء تعابير كتابية حجج مقالات أدبية فقرات انشائية حجاجية من هنا
مقال أدبي مرفق بالإصلاح حول محور النّادرة لتلاميذ السنة الثانية ثانوي شعبة آداب
الموضوع : يَتَفَانَى بُخَلاءُ الجَاحِظِ فِي الدِّفَاعِ عَنْ مَذْهَبِ الْجَمْعِ وَالمَنْعِ قَوْلاً وَفِعْلاً.
بَيِّنْ ذَلِكَ مُعْتَمِدًا شَوَاهِدَ دَقِيقَةً مِمَّا دَرَسْتَ.
التخطيط :
المقدمة: التمهيد للأطروحة + إدراج الأطروحة + التصريح بالمنهج المعتمد.
الجوهر: (قسمة ثنائية وفق معيار نوع الدفاع)
1 - دفاع البخلاء عن مذهبهم قولا :
يرفضون نعتهم بالبخلاء ويُسمون شحهم إصلاحا ...
يتهمون خصومهم بالإسراف ويُسمونهم مفسدين" و "مبذرين ..
يتفاخرون بمآثرهم في التقتير والاقتصاد ويتنافسون فيهما سعيا إلى التميز ..
يتعلمون بكل شغف من أئمة البخل وشيوخ الاقتصاد ويتبادلون فيما بينهم الخبرات
البخلية بسخاء ..
يوظفون الدين لإضفاء الشرعية على سلوكهم الشاذ..
أظهر بخلاء الجاحظ في الدفاع عن مذهبهم بالأقوال ثقافةً واسعة وفصاحة مميزة وخبرة
في انتقاء الحجج وتنويعها. حتى إنهم كثيرا ما يغلبون خصومهم بالمنطق العجيب.
دفاع البخلاء عن مذهبهم فعلا:
- يجرؤون أحيانا على التصادم مع المسرفين إنْ هُدِّدَ مالهم (الإعفاء من السلام...)
- يلجؤون إلى الحيل المتنوّعة لصدّ ضيف ثقيل (أبو مازن وجبل ...)
- يحللون الغش ما دام يُكسبهم مالاً (شيخ النخالة...)
- يُضطر البخلاء أحيانا إلى الدفاع عن مذهبهم بالأفعال العنيفة أو المشينة.
فيهدّدون بذلك تعايشهم السلمي مع الأغلبية حفاظا على مالهم من الضياع عبثا.
الخاتمة:
- يُعبّر الدفاع الدائم عن مذهب الجمع والمنع أولا عن إحساس البخلاء بعزلتهم وسط
مجتمع يُكبر قيم الجود والعطاء ويُحقِّرُ الشَّحَّ والمُقترين. ويؤكد ثانيا أن أهل الجمع والمنع ثابتون على مبدئهم مهما نالهم من سخرية وإقصاء ومهانة.
1 التحرير:
المقدمة:
- يُعتبر البخلاء" كتابا في النثر القصصي، جنسه النادرة. وقد ألفه الأديب العباسي "أبو
عثمان الجاحظ مُصوّرا هذه الفئة تصويرا واقعيا ونفسيا. وفي النوادر بدا البخلاء متفانين
في الدفاع عن مذهب الجمع والمنع قولا وفعلا. فكيف يتجلّى ذلك في هذا الكتاب البديع؟
2 الجوهر:
القسم الأول: دفاع البخلاء عن مذهبهم قولا :
- تفاني البخلاء في الدفاع عن مذهب الجمع والمنع بالأقوال. فهم يرفضون نعتهم بالبخلاء، ويسمون شحهم إصلاحا". بل يتهمون خصومهم بالإسراف،
ويسمونهم مفسدين و مبذرين. في هذا السياق قال أحد أئمتهم معاتبا
خصومَه : «وَزَعَمْتُمْ إِنَّمَا سَمَّيْنَا البُخْلَ إِصْلَاحًا وَالشُّحَّ اقْتِصَادًا كَمَا سَمَّى قَوْمُ الهَزِيمَةَ الْحِيَازًا.
بَلْ أَنْتُمْ سَمَّيْتُمْ السَّرَفَ جُودًا وَسُوءَ نَظَرِ المَرْءِ لِنَفْسِهِ وَلِعَقِبِهِ كَرَمًا». زد على ذلك أن أهل الجمع والمنع يتفاخرون بمآثرهم في التقتير والاقتصاد ويتنافسون فيها سعيا إلى التميز. فهم لا يخجلون من بخلهم إطلاقا. إنما يسعون إلى أن يتعلموا بكل شغف من أئمة المذهب
وشيوخه وأن يتبادلوا فيما بينهم الخبرات البخلية بسخاء. فهم بخلاء في كل شيء إلا في هذا. ولا يستنكف البخلاء من توظيف الدين لإضفاء الشرعية على سلوكهم الشاد. لذا
يعج خطابهم بالمعجم الديني تفسيرا وتعليلا.
- لقد أظهر بخلاء الجاحظ في الدفاع عن مذهبهم بالأقوال ثقافةً واسعة وفصاحة
مميزة وخبرة في انتقاء الحجج وتنويعها. حتى إنهم
كثيرا ما يغلبون خصومهم بالمنطق العجيب الذي يُفحم.
القسم الثاني: دفاع البخلاء عن مذهبهم فعلا:
رغم حرص البخلاء على التعايش السلمي مع الأغلبية الاجتماعية، فإنهم يجرؤون أحيانا
على التصادم مع المسرفين إنْ هُدّد مالهم. دليلنا على ذلك المصحح الخراساني الذي
أعفى الناس من إلقاء التحية عليه حفظا لطعامه من الطامعين. ثم إن بعض البخلاء
يلجؤون إلى الحيل العجيبة المتنوّعة كي يَصُدُّوا ضيفا ثقيلا. فهذا "أبو مازن يتساكر كذبا
حتى يمنع المسافر الخائف جبلا من دخول بيته طلبا للأمان. بل إنه أغلق الباب في وجه المستجير تاركا إياه مصدوما مذهولا .
يُبدي أهل الجمع والمنع احتراما للقيم الدينية. لكنّهم لا يتورعون عن تحليل الغش، ما دام يُربحهم مالاً إضافيا. شاهدنا على ما ندعي شيخ النخالة" الذي كان يشتري نخالة طبيعية، فينقعها في الماء، ثم يشرب وأسرته نقيعها، ثم يُجفّفها ليبيعها بنفس ثمن الشراء. وما كان يخجل من هذا الغش. إنما جاهر به أمام نُدْمانِه متفاخرا كي يمنحهم درسا جديدا في البخل.
إن البخلاء يُضطرون أحيانا إلى الدفاع عن مذهبهم بالأفعال العنيفة المشينة.
فيهددون بذلك تعايشهم السلمي مع الأغلبية حفاظا على مالهم من الضياع عبثا. فللمال عندهم الأولوية القصوى.
3 الخاتمة:
يُعبر الدفاع الدائم عن مذهب الجمع والمنع أولا عن إحساس البخلاء بعزلتهم وسط
مجتمع يكبر قيم الجود والعطاء ويُحقِّرُ الشُّحَّ والمُقترين. يُؤَكِّد ثانيا أن أهل الجمع
والمنع ثابتون على مبدئهم مهما نالهم نالهم من سخرية وإقصاء ومهانة. فهذه الأقلية جريئة عنيفة بقدر ما هي سلسة مهادنة.