شرح نص المقامرون - محور من شواغل عالمنا المعاصر - تاسعة أساسي - للكاتب محمود عوض


كود:
9eme arabe, محور من شواغل عالمنا المعاصر, محور من شواغل عالمنا المعاصر 9 اساسي, محور من شواغل عالمنا المعاصر تاسعة اساسي, آدونات, آدونات كافيه, لغة عربية, لغة عربية 9 اساسي, لغة عربية تاسعة اساسي, الاجابة على اسئلة نص المقامرون, المقامرون محور من شواغل عالمنا المعاصر, cha7nas 9eme, char7nas 9eme de base, charh nas, chr7 nas 9eme, تاسعة اساسي, edunet.tn, شرح, شرح نص, شرح نص 9 اساسي, شرح نص المقامرون محور من شواغل عالمنا المعاصر, محمود عوض, نص المقامرون محور من شواغل عالمنا المعاصر





شرح نص المقامرون

النص:
التَّجَوُّلُ بيْنَ ماكينات القمار متعة، ولكن مراقبة التعبيرات على وجوه الناس أمامها، هو أكثر متعة أمام كل ماكينة واحدٌ يلعب إنْ كُلَّ الذِينَ أراهُمْ أمامي يلعبون بعصبية، بهستريا، باندماج ليس له مثيل. إنني أقف خلف واحدٍ مِنَ الَّذِينَ يلعبون ولكنَّه لا يراني. إن كل شيء فيه – اليدين والعينين والوجه والعقل والأذنين وكل الحواس المنظورة وغير المنظورة .. متفرغة تماما لمتابعة الماكينة .. لقد تحدد له حجم
اكتشفت أنه يلعبُ منذ ساعتين، ثلاث أربع خمس، إِنَّهُ لا يدري بالضَّبْطِ كُمْ سَاعَةَ مرت عليه وهو يلعب إنهُ في كل مرة تنتهي منه قطعُ النُّقُودِ الفِضْيَةُ، يَذْهَبُ إِلَى مكاتب تغيير العملة المنتشرة حولنا لكي يحصل على فَكَةٍ إِنَّهُ يُعْطِي للفتاة على المكتب عشرة دولارات، أو عشرين أو أي مبلغ ... ويطلب "فكة" .. وعندما ييأس الواحد منهم ويهم بالانصراف ... فإن أذنه تلتقط فورا صوت النقود التي قذفتها ماكينة أخرى لرجل آخر بجانبه لحظتها يعودُ الرَّجِل فورًا إلى ماكينته لحظتها يستأنف اللعب من جديد. أملاً في مكسب مماثل إنَّ اللافتة المعلقة فوق كُل ماكينة، م الأمل الذي يَدْخُلُ رأْسَهُ: ضع خمسة سِنْتَاتِ تكسب مائتي دولار.. أو مائة.. أو خمسة .. أنت وحظك: ضع عشرة سنتات تكسب ثلاثمائة دولار، ضع ربع دولار تكسب أربعمائة ضع دولارا تكسب خمسمائة ضع نقودك كلها تكسب أكثر بالطبع لا أحد يكسب أكثر، مستحيل، لو أن هؤلاء الزبائن هُمُ الَّذِينَ يَكسِبُونَ في النهاية... لما كان هذا الكازينو قد فتح أبوابه. لا يمكن. إن استمرار هذه التجارة، استمرار هذا القمار وازدهاره كل . يوم معناه أن الذي يكسب هو وحده صاحب الكازينو... إن كُلَّ ماكينات القمار هذه مُصَمَّمَةٌ عِلْمِيًّا بحيث يخسر صاحبها مرَّةً واحدة .. مقابل كل خمسين بليون مرةٍ تَخْسَرُ فيها أنت. احتمال واحد في الخمسين بليونا... إِن كُلَّ شَيْءٍ هنا مُصمم بحيث يتركز انتباهك فقط على اللعبة التي تلعبها أمامك إنك لن تتنبه إلا إذا انتهت النقود تماما من جيبك تماما هنا معناها تماما ... إن كل شيء حولك له هدف واحد : كيف يُخْرِجُونَكَ مِنْ هُنَا مفلسا تماما... وربما مدينا لشهر أو لسنة قادمة. إن المغناطيس هنا قوى وساحر بدرجة مدهشة، فلو حدثت الآن كارثة أو أُلقِيَتْ قنبلة أو حدث زلزال.. فإن أحدا لن يبعد عينيه عن المغناطيس.. عن الأمل .. عن الحظ الذي يبدو كالسراب .. كلما اقتربت منه ابتعد عنك.
محمود عوض سياحة غرامية - بتصرف
ص 47 - 68 / ط 3 بيروت 1973


تقديم النص:
نص سردي بعنوان المقامرون ويندرج ضمن محور من شواغل عالمنا المعاصر.للكاتب محمود عوض من مؤلفاته سياحية غرامية
موضوع النص:
يصور الكاتب نفسية المقامر اثناء ال ،لعب مبينا خطر نوادي القمار و مكرها

تقسيم النص:
:المقاطع
يُمكن تقسيم النصْ إلى مقطعين حسب معيار الإجمال و الثفصيل
من البداية — مثيل: الإجمال
وصف نفسيّة المقامر و طرق ترغيبه في مواصلة اللعب +
وصف نوادي القمار و بيان طرقها في التحيّل و الكسب +
أسئلة النص:
1. استخرج من تحليل الكاتب لنفسية المقامر وسلوكه القرائن الدالة على أن القمار إدمان مرضي
2. عدد الآثار السلبية للقمار والإدمان عليه اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.
3. لمن يحمل الكاتب المسؤولية، للمقامر أم لنوادي القمار ؟. علل إجابتك
4. ما غاية الكاتب من وصفه لنوادي القمار التأثير في القارئ أم إقناعه ؟
الإجابة على أسئلة النص:
1- مايدل على ان القمار ادمان مرضي هو كل الذين راهم امامه يلعبون بعصبية و بهستريا
2-يمكن أن يكون للقمار القهري عواقب وخيمة على حياة الانسان ومن أبرزها : مشاكل في العلاقة مشاكل مالية – مشاكل قانونية أو الحبس سوء الأداء في العمل أو فقد الوظيفة-سوء الحالة الصحية بشكل عام الانتحار أو محاولات الانتحار أو أفكار انتحارية
3-يلقي الكاتب اللوم على نوادي القمار كيف ان كل شيئ مصمم لتركيز انتباهك فقط على اللعبة ولن تنتبه الا اذا انتهت نقودك و كيف يخرجونك من النادي مفلسا تماما
4-تتمثل غاية الكاتب من وصفه لنوادي القمار محاولة اقناعيه بمدى خطورة المكان في فقد شبهه بمغناطيس قوي وساحر بدرجة مدهشة
أبدي رأيي :
1- شبه الكاتب القمار في خاتمة النص بالسّراب. هل أعجبك التشبيه والصورة الناشئة عنه؟ لم؟
2-هل نجح الكاتب في تنفيرك من القمار؟ علل إجابتك

الاجابة عن الاسئلة النص

1 استخرج من تحليل الكاتب لنفسية المقامر وسلوكه القرائن الدالة على أن القمار إدمان مرضي
النص يحتوي على العديد من القرائن التي تدل على أن القمار يمكن أن يكون إدمانًا مرضيًا. إليك بعضًا منها:

الساعات الطويلة: الكاتب يشير إلى أن المقامر يستمر في اللعب لساعات طويلة دون أن يشعر بالوقت ("يلعبُ منذ ساعتين، ثلاث أربع خمس").

التكرار المستمر: حتى عندما تنتهي النقود، يعود للمزيد من الفكة للمتابعة ("إنه في كل مرة تنتهي منه قطع النُّقُودِ الفِضْيَةُ يذهب إلى مكاتب تغيير العملة").

التأثير النفسي: يظهر التأثير القوي للأمل والأصوات المحيطة ("إذا سمع صوت النقود التي قذفتها ماكينة أخرى، يعودُ الرَّجِل فورًا إلى ماكينته").

الشعور بالهزيمة والاستمرار: النص يوضح أن معظم اللاعبين لا يكسبون أبدًا ومع ذلك يستمرون في اللعب مدفوعين بالأمل الزائف ("لا أحد يكسب أكثر، مستحيل، لو أن هؤلاء الزبائن هُمُ الَّذِينَ يَكسِبُونَ في النهاية لما كان هذا الكازينو قد فتح أبوابه").

التركيز الشديد: المقامر يظل مركزاً على اللعبة دون الاهتمام بأي شيء آخر تقريبًا ("يديك والعينين والوجه والعقل والأذنين وكل الحواس متفرغة تماما لمتابعة الماكينة").

هذه السمات تشير إلى أن القمار يمكن أن يصبح إدمانًا، حيث ينغمس اللاعب فيه بشكل شديد، ويستمر في البحث عن الربح رغم الخسائر المتكررة.

هل هناك أحاديث أخرى تودّ مشاركتها حول هذا النص أو تجربة القمار؟


2 الآثار السلبية للقمار والإدمان عليه:

اقتصاديًا:
الخسائر المالية الكبيرة: إدمان القمار يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، حيث يستمر الشخص في المحاولة لاسترداد ما فقده.

الديون: يمكن أن يتورط المقامر المدمن في ديون كبيرة محاولاً استعادة أمواله المفقودة، كما يُمكن أن يستدين من البنوك أو الأقارب أو الأصدقاء.

الإفلاس: في الحالات الأكثر حدة، قد يؤدي الإدمان القمار إلى الإفلاس الكامل، حيث تُستنزف جميع موارد الشخص المالية.

التأثير على الاقتصاد المحلي: في بعض الأحيان، يمكن أن تؤثّر على اقتصادات صغيرة ومحلية بسبب استنزاف الأموال إلى صالات القمار.



3 الكاتب محمود عوض يبدو أنه يحمل نوادي القمار المسؤولية بشكل أكبر مما يحملها للمقامرين. وقد أشار إلى العديد من الأسباب التي عززّت هذا الموقف:

تصميم ماكينات القمار: الكاتب أشار إلى أن "كُلَّ ماكينات القمار هذه مُصَمَّمَةٌ عِلْمِيًّا بحيث يخسر صاحبها مرَّةً واحدة .. مقابل كل خمسين بليون مرةٍ تَخْسَرُ فيها أنت". هذا يوضح أن النظام مُجَهَّزٌ لكي يستفيد أصحاب الكازينو على حساب المقامرين.

الافتتاح والازدهار: النص يؤكد على أن "استمرار هذه التجارة، استمرار هذا القمار وازدهاره كلّ يوم معناه أن الذي يكسب هو وحده صاحب الكازينو". هذا يبين أن الكاتب يعتقد أن أصحاب الكازينو هم المستفيدون الرئيسيون.

التأثير النفسي وأمل الفوز الفارغ: الكاتب يركز بشكل كبير على الحيلة النفسية التي تستخدمها الكازينوهات لجذب المقامرين واستنزاف أموالهم. من خلال عرض المكنات التي تظهر للناس اليومية البسيطة مكاسب ضخمة "ضع خمسة سِنْتَاتِ تكسب مائتي دولار.. أو مائة.. أو خمسة".





من خلال النص، يبدو أن الكاتب يُحَمِّلُ المسؤوليّة الأكبر لنظام الكازينوهات ذاته وللطرق التي تجذب بها المقامرين وتُغريهم بالفوز الزائف. هذا التصور يظهر بشكل جَلِيّ في الكلمات والعبارات التي استخدمها لإظهار كيفية تصميم هذه الأجواء لخداع الأفراد واستنزاف أموالهم.



4 أعتقد أن غاية الكاتب الأساسية تكمن في التأثير في القارئ وإقناعه في آن واحد. هنا بعض النقاط التي تدعم هذه الفكرة:

1. التأثير في القارئ:
الوصف الدقيق: الكاتب يستخدم وصفًا دقيقًا ومفصلًا لجميع مراحل وتفاصيل لعبة القمار وصالة القمار نفسها. هذا الوصف ينغمس فيه القارئ ويشعر بأنه يعيش التجربة بنفسه.

الإبداع الأدبي: أسلوب الكاتب يعتمد على السرد الأدبي الذي يلامس المشاعر ويثير في القارئ مشاعر القلق والتعاطف مع المقامرين.

2. إقناع القارئ:
حقائق وآراء: يقدم الكاتب حقائق وأرقام ليوضح مدى صعوبة الفوز في القمار وكيف أن أصحاب الكازينوهات هم الرابحون الرئيسيون دائمًا.

النقد المباشر: الكاتب لا يخفي نقده للعبة القمار نفسها ولنوادي القمار، ويضع المسؤوليّة عليها لإدارة نظام يستنزف أموال المقامرين.

من خلال هذه الأساليب، يسعى الكاتب إلى التأثير في مشاعر القارئ وفي الوقت نفسه توفير الحجج التي تدعم وجهة نظره لجعل القارئ يدرك ويقتنع بمدى خطورة وإضرار القمار.


ابدي رايي
الجزء مشوق من النص يعبر عن تجربة الشعور الذي يمر به الشخص أثناء التفاعل مع ماكينة القمار ففيه تأمل نفساني رائع لمشاعر وأفعال الأفراد. النص يعري الجانب المظلم للألعاب القمار ويظهر كيف ينعكس الأمل الزائف من خلال وعود الفوضى والجوائز.
بحسب رأيي، هذا النص يبرز بشكل مؤثر نقاط الضعف في النفس البشرية وكيف يمكن للاشياء الصغيرة، مثل صوت سقوط النقود، أن تؤثر بدرجة كبيرة على السلوك البشري. بخلاف ذلك، النقد الموجه للتجارة القائمة على الخسائر المتراكمة والمكسب الحتمي لأصحاب الكازينوهات يجعلنا نفكر في أثرها السلبي على الأفراد والمجتمعات. ما هي أفكارك حول هذا النص؟

2 هل نجح الكاتب في تنفيرك من القمار؟ علل إجابتك
بالتأكيد، النص الذي قرأته يُظهر بوضوح الأضرار والمخاطر التي يأتي بها القمار. الكاتب استخدم وصفًا دقيقًا وتفصيليًا لينقل تأثير الكازينوهات على المقامرين، وقام بتسليط الضوء على التشجيع المضلل الذي يستخدمه أصحاب الكازينو لجذب الناس وجعلهم يستمرون في اللعب.

النص يحتوي على حجج قوية وأساليب مقنعة تظهر الجانب المظلم للقمار ليس فقط من الناحية المالية، ولكن أيضًا من الناحيتين النفسية والاجتماعية. هذا الوصف التفصيلي والتفسير العلمي لطبيعة الماكينات وتأثيرها يجعلني أدرك مدى خطورة هذه الأنشطة، مما يجعلني أكون أكثر حذرًا حولها.



من هو محمود عوض؟
محمود عوض (28 ديسمبر 1942 - 28 أغسطس 2009) كاتب وصحفي مصري، ولد في مدينة طلخا بالدقهلية.

دراسته
كان محبا للقراءة منذ الصغر، وكادت تتسبب في رسوبه في دراسته، لولا قطعه عهداً لأبيه بأن يصير تلميذا متفوقا، تلقى برهانه خطابا أرسله كمال الدين حسين، وزير التعليم آنذاك، لوالده يضم شيكا بمبلغ 25 جنيها لابنه المتفوق، سلمه الوالد لـ«محمود» ورحل بعدها بيومين مطمئنا على مصير ابنه.

التحق بكلية الحقوق حتى أقرنها بممارسة هوايته المفضلة للأدب، فالتحق بكتيبة «أخبار اليوم»، وأبلى بلاءً حسناً في الدراسة والصحافة، تخرج عام 1964.

مسيرته المهنية
بعد تخرجه واجه أول اختبار عملى له عندما رفض العمل بالنيابة العامة مفضلا الاشتغال بالصحافة، وبعد 8 أعوام أصبح نائبا لرئيس تحرير الأخبار، وهو لم يكمل عامه الثلاثين بعد.

اختاره له إحسان عبد القدوس لقب عندليب الصحافة المصرية مراهنا عليه بأن يكون واحداً من أبرز كتاب الستينيات وظهر ذلك عندما تأخر أنيس منصور عن إرسال مقاله اليومى، الذي ينشر في الصفحة الأخيرة من «أخبار اليوم»، وقرر عبد القدوس - وهو رئيس تحرير آنذاك - تكليف محمود عوض بكتابة الصفحة الأخيرة وحده، كان عقابا لـ«منصور»، الذي تسبب تأخره المتكرر في عدم إرسال الجريدة للمطبعة في الوقت المحدد، وثقة من عبد القدوس في الشاب الواعد، فكتب مقالا رائعا عن أم كلثوم أثار حفيظة وغيظ الكثيرين من أقرانه، فصار أنيس منصور يرسل مقاله قبل موعده بـ 3 أيام، وأوكل إليه إحسان كتابة صفحة أسبوعية في «أخبار اليوم» بعنوان «شخصيات»، يحاور فيها رموز الفكر والثقافة والسياسة والدين والفن في مصر، بطريقته الخاصة وبشكل لم يعهدوه من قبل. وبالإضافة إلى ذلك، أصبح عوض الصحفى العربي الوحيد، الذي شهد إصدار قرار الأمم المتحدة الشهير 242 عام 1967، ثم حلوله ضيفا ثورة «محمد أوفقير» ضد الملك الحسن الثاني.

و عن هذه التجربة يحكى محمود عوض في كتابه (شخصيات): «كان إحسان كبيرا في ثقته فنانا في أفكاره رقيقا في لهجته إنه لا يطلب ولكن يقترح لا يفرض ولكن يثير الحماس لا يقرر ولكن يوحى، هذا رجل فنان يريد منك أن تسمو وتكتشف!»

خلال مشواره الصحفي، اقترب عوض من نجوم الفن والسينما، ورموز الأدب والفكر العربي من أمثال طه حسين، وتوفيق الحكيم، والشيخ أحمد حسن الباقورى، وكذلك كون علاقات مع الفنانين العالميين مثل أنتونى كوين، مما أثار حوله الكثير من التساؤلات. وكان يتكالب النجوم عليه ليكتب عنهم، حتى تجاوزت مؤلفاته الـ15 كتاباً. وعلى الرغم من شعبيته من بين المشاهير، إلا أن أم كلثوم طلبت من مصطفى أمين أن يؤلف كتابا عنها. فأعتذر أمين ورشح عوض بتولي المهمة، والتي بالرغم من عدم تفاؤل كوكب الشرق بالعمل معه في البداية، أبدت إعجابها به بعد قرأت كتابه «أم كلثوم التي لا يعرفها أحد».

بعد منعه من الكتابة في مصر بدأ عوض يكتب لبعض الصحف العربية المعروفة مثل «الحياة» اللندنية و«القبس» الكويتية و«الرياض» السعودية، حتى ترأس تحرير جريدة «الأحرار» الحزبية عام 1986، ونجح في رفع أرقام توزيعها من 3 آلاف نسخة إلى 160 ألفاً خلال 3 أشهر هي عمر هذه التجربة، التي سرعان ما وئدت، إذ لم يحتمل الحزب استقلال عوض عن الحسابات السياسية، ليقرر بعدها أن يفرض عزلة ذاتية على نفسه، بعد أن تمكن منه المرض.

انضم إلى مجلس نقابة الصحفيين مقدما أنشطة وجوائز لتحفيز الصحفيين الشبان مكونا اللبنة الأولى لهذا الصرح النقابى، رغم استمرار منعه من الكتابة وإصدار إبراهيم سعدة قرارا استثنائيا بإحالته إلى المعاش فور وصوله سن الستين، إذ كانت القاعدة آنذاك مد الخدمة حتى سن 65 عاماً. ورغم هذه الحياة الحافلة، رفض عوض الانضمام إلى أي تيار أو حزب سياسي، لعل آخر هذه المحاولات دعوة الدكتور عزيز صدقى، رئيس الوزراء الأسبق، بأن ينضم عوض للجبهة الوطنية، ورد على إلحاح صدقى قائلا: «أنتم ناس تودون حكم مصر.. أما أنا فلا أود حتى أن أحكم شارعنا».

كتاباته
كتابته عن أم كلثوم، حكاية رواها هو بنفسه فيما بعد، قال إنه حاول في البداية أن يجرى معها حواراً عبر التليفون، وبعد عدة مكالمات ظفر أخيراً بالحوار المنشود، وقبل أن ينشره سأله إحسان عبد القدوس، رئيس تحرير «أخبار اليوم» في ذلك الوقت: «هل أطلعت أم كلثوم على الحوار قبل نشره؟»، فردّ على الفور: «منذ متى نسمح لأحد بالتدخل في عملنا؟»، غير أن إحسان عاجله بسرعة: «إنها ليست أي أحد، إنها أم كلثوم».

وافق عوض على عرض الحوار على أم كلثوم، وعندما زارها في منزلها أبدت اعتراضاً على جملة يفتتح بها مقدمة حواره معها، فغضب وسألها: «من منا يفهم في الغناء أكثر.. أنا أم أنت؟»، ردت أم كلثوم: «أنا طبعاً»، فقال بسرعة: «إذن فالكتابة هي عملى، وأنا أفهمه جيداً، ولن أغير المقدمة». تجاوزت أم كلثوم الموقف، ونشر الحوار بالطريقة التي كتبه بها عوض، ولم يكد الحوار ينشر حتى فاجأته أم كلثوم باتصال هاتفى تخبره فيه أن سعيد فريحة صاحب دار الصياد معجب بالحوار، ويطلب نشره في إحدى مطبوعاته، غير أنها أبلغته أن صاحب الحق الوحيد في الموافقة هو محمود عوض، لأنه صاحب الحوار، وليست هي.

فهم عوض بالطبع الغرض من المكالمة، وهو أن أم كلثوم تسترضيه، وتحاول أن تعتذر عن موقفها الأول، وحتى عندما منح كتابه عنها عنوان «أم كلثوم التي لا يعرفها أحد»، وبلغه غضب بعض أقاربها من العنوان، جاء رضاها هي، كنوع من إعلان الاعتراف بكاتب متميز، حتى إن اختلف معه الآخرون.

كتابته عن المشاهير من الموسيقيين، الف عوض كتاب «عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد» الذي كاد أن يتسبب في فقدان لصداقته مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، ولكن لما طلب «عبد الحليم حافظ» أن يكتب عنه في حياته، رفض بأدب، والحال نفسها تكررت مع فريد الأطرش، ليعلن للجميع أنه كاتب سياسي، وسوف يتفرغ لهذا المضمار، محتفظا بصداقة واحترام كل من عرفوه ولمسوا الصدق في أقواله وتصرفاته.

وفاته
توفي محمود 28 أغسطس عام 2009 عن عمر ناهز السبعين عاما بعد صراع مع المرض، حيث وُجد ميتا في بيته بالصدفة عندما تأخر عن موعده مع الطبيب في مثل هذا اليوم.

مؤلفاته
ألف عوض العديد من الكتب من بينها التالي:

أفكار ضد الرصاص، دار المعارف، القاهرة، 1972.
ممنوع من التداول، دار الشروق، القاهرة، 1972.
ممنوع من التداول - 2. أفكار إسرائيلية، الإذاعة والتليفزيون، القاهرة، 1973.
سري جدا، المكتب المصري الحديث، القاهرة، 1974.
متمردون لوجه الله، دار الشروق، القاهرة، 1986.
وعليكم السلام، دار المستقبل العربى، القاهرة، 1986.
أم كلثوم التي لا يعرفها أحد، جريدة أخبار اليوم، القاهرة، 1987.
محمد عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد، دار المعارف، القاهرة،1991.
بالعربي الجريح، دار المعارف، القاهرة، 2006.
من وجع القلب، دار المعارف، القاهرة، 2007.
شخصيات، دار المعارف، القاهرة، 2009.
اليوم السابع: الحرب المستحيلة... حرب الاستنزاف، دار المعارف، القاهرة، 2010.