معجم البلدان " كتاب معجم البلدان "


الكتاب : معجم البلدان
المؤلف : ياقوت الحموي


" أليس لي ملكُ مصر " الزخرف: 51، وهذا تعظيم ومدح وقال: " اهبطو مصر " البقرة: 61، فمن لم يصرف فهو علم لهذا الموضع وقوله تعالى: " فإن لكم ما سألتم " البقرة: 61، تعظيم لها فإن موضعاً يوجد فيه ما يسألون لا يكون إلاَ عظيماً وقوله تعالى: " وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته " يوسف: 21 . وقال " ادخلوا مصر إن شاءَ الله آمنين " يوسف: 99،وقال: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تَبَؤا لقومكما بمصر بيوتاَ " يونس: 87، وسمى اللهَ تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى: " وقال نسوة في المدينة امراة العزيز تراود فتاها عن نفسه " يوسف: 30، وقالوا ليوسف حين ملك مصر: " يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر " يوسف:88 فكانت هذه تحية عظمائهم، وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها طولها من الشجرتين اللتين كانتا بين رَفح والعريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى أيلة وكانت منازل الفراعنة واسمها باليونانية مقدونية والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخاً وروى أبو ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن العاص فقال ما أقدمك إلى بلدنا قال: أنت أقدمتني كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابأ ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت فقال إن مصر قد وقع خرابها دخلها بختنصر فلم يدَع فيها حائطاً قائمأ فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها وهي اليوم أطيَبُ الأرضين تراباً وأبعدها خراباً لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان، قوله تعالى: " فإن لم يصبها وابل فطل " البقرة: 265 هي أرض مصر إن لم يصبها مطرٌ زكت وإن أصابها أضعف زكاها، وقالوا مثلت الأرض على صورة طائر فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت الدنيا، وقرأت بخط أبي عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال قال لِي أحمد بن المدبر أبو الحسن لو عمرت مصر كلها لوَفتْ بالدنيا وقال لي مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فَدَان وانما يعمل فيها في ألف ألف فدان وقال لي كنت أتققد الدواوين لا أبيتُ ليلة من الليالي وعليَ شيءٌ من العمل وتقلدت مصر فكنت ربما بت وعليَ شيءٌ من العمل فأستتمه إذا أصبحتُ قال وقال لي أبو حازم القاضي جَبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب رضي اللهَ عنه اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه وقلدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف فقال عمر لعمرو يا أبا عبد الله أعلمت أن اللقحة بعدك درَت فقال نعم ولكنها أجاعت أولادها وقال لنا أبو حازم إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصَة دون الخراج وغيره، ومن مفاخر مصر مارية القبطية أمُ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرزَق من امرأة ولداَ ذكراً غيرها وهاجر إسماعيل عليه السلام وإذا كانت أمَ إسماعيل فهي أم محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم صهراً، وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال: قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال كتبتُ إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل في كتابي إليه فكتب إلي وسألتَ عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السلَمي:
إذا جاءَ باغي الخير قُلنَ بشاشةً ... له بوُجوه كالدنانير مرحباَ
وأهلاً ولا ممنوعَ خير تريده ... ولا أنت تخشى عندنا أن تُؤنبا




يتبــــــع

مكتبة Edunet Cafe
Edunet Cafe forum Edunet Cafe
http://www.edunetcafe.com