محور الفضاء: الفضاء بحث جاهز
الفضاء
عندما تتطلّع نحو السّماء فأنت تنظر إلى الفضاء – حيث قد ترى النّجوم والكواكب ومدى شاسعا من الفضاء الخاوي فيما بينها. وقد حاول النّاس منذ القدم إدراك موقع الأرض في مجالها المحلّي المحدود من هذا الفضاء ومع ما هو وراءه من الكون اللامحدود. استخدمت الحضارات الأولى تحرّكات الأجرام السّماويّة أساسا لتقاويمها ودليلا مرشدا للملاحة البحريّة وأحيانا لاستطلاع الأحداث المستقبليّة بالتّنجيم. وقد حاول الفلكيّون الأوائل تعليل تحرّكات تلك الأجرام، وراحوا منذ القرن التاسع عشر يبحثون عن ماهيّتها ونشأتها. واليوم تتاح للفلكيين تقنيّات متطورّة بالغة الدّقّة والتعقيد لمتابعة أبحاثهم في محاولة فهم أسرار هذا الكون الفسيح.
في العام 1609 كان عالم الفلك الإيطالي، غاليليو غاليني، أوّل شخص يدرس الفضاء بمقراب (تلسكوب). حين وجّه غاليليو مقرابه نحو القمر شاهد وهادا وجبالا لا تُرى بالعين المجرّدة.
المقاريب (التلسكوبات):
كان للتكنولوجية، في مختلف مراحلها، تأثير كبير على علم الفلك، أوائل القرن السابع عشر اخترع المقراب واستخدم للمرّة الأولى لاستطلاع الفضاء. فكشف بقعا على سطح الشّمس، وأربعة من أقمار المشتري، ومزيدا لا يحصى من النّجوم منذئذ أصبحت التّلسكوبات أكثر تطوّرا وتعقيدا، وغدا إحداثها يستخدم في قياس مواقع النّجوم وتحليل إشعاعاتها والتقاط صور فوتوغرافية لها.
صور الفضاء:
على مدى عدّة قرون، ظلّت الطّريقة الوحيدة لاستطلاع خفايا الكون هي تجميع أمواج الضوء المنبعثة من الأجرام الفضائيّة ودراستها، أما الثوم فيستطيع الفلكيّون تجميع ودراسة أنواع أخرى من الإشعاعات المنبعثة، كالأشعّة السينية مثلا، لإعداد صور أدقّ عن الكون. فالصّورة المقابلة بالأشعّة السّينية (أشعة إكس) لبقايا نجم متفجّر (متجدّد أعظم) تظهر تفاصيل واضحة ناصعة في حين أنّها لو التقطت بأمواج ضوئيّة فقط، لما بان منها سوى كتلة غازيّة خافتة التوهّج.
سابران فضائيّان، من طراز قوياجير. زارا كواكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون في الفترة بين 1979 وبين 1989. فأثبتا بعض النظريّات العلميّة كما حقّقا أيضا بعض الاكتشافات غير المتوقّعة.
الفضاء الموحش:
تملأ الكون بلايين النّجوم والمجرّات، ومع ذلك يظلّ خاويا نسبيّا، وهو من اتساع المدى بحيث إنّ ضوء جميع بلايين النّجوم لا يكفي لإنارته، فين النّجوم هنالك بلايين الكيلومترات من الفراغ المظلم البارد. والمعروف أنّ الإنسان هو شكل الحياة المدرك الوحيد في هذا الكون، لذا فالفضاء، بالنّسبة له، مكان موحش حقّا.
معدّات حديثة:
يستخدم الفلكيّون معدّات حديثة على الأرض، ويرسلونها أيضا إلى الفضاء للحصول على مشاهد ومعلومات أفضل عمّا يحيط بنا. فالمقاريب الدّائرة في مداراتها حول الأرض تستطيع رؤية الأجرام الفضائيّة بوضوح أشد، كما يمكنها التقاط إشعاعات لا يتسنّى لها اختراق جوّ الأرض. كما ترسل الربوتات، كسوابر فضائيّة، في رحلات موحشة لتدور حول كواكب أخرى أو تحطّ عليها وتبعث باكتشافاتها إلى الأرض، وجدير بالذّكر أنّ التّحكّم في معظم هذه السوابر والّتلسكوبات يتمّ من الأرض بواسطة الحواسيب.