شرح نص الحريم - مع الاجابة عن جميع الاسئلة مع الشرح والتحليل - ثالثة تانوي - شعب علمية - محور شواغل المرأة بقلم المرأة - للكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي- char7nas 3eme annee secondaire
لمتابعة كل ما يهم السنة ثالثة ثانوي شعب علمية لغة عربية شروح نص حجج مواضيع انشاء تعابير كتابية حجج مقالات أدبية فقرات انشائية حجاجية من هنا
الشرح والتحليل والاجابة عن جميع الاسئلة
تقديم النص:
هذا النص جزء من كتاب "نساء على أجنحة الحلم" للمؤلفة المغربية فاطمة المرنيسي، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل.
موضوع النص:
إن النص يتناول موضوع الحريم من منظور اجتماعي وثقافي. الحريم هنا يشير إلى الفضاء الذي يحمي فيه الرجل أسرته من أي خطر خارجي، سواء كان بيتًا أو خيمة. المكان والأشخاص الذين يعيشون فيه يُطلق عليهم الحريم. الحريم العائلي محمي بنظام وقوانين خاصة به، ولا يمكن لأي رجل دخوله دون إذن صاحب المكان.
لنتعرف معا
فاطمة المرنيسي : كاتبة وباحثة مغربية معاصرة تهتم بموضوع المرأة في الواقع وفي
النتعرف معا التراث الإسلامي . ترجمت مؤلفاتها إلى عدة لغات ومنها هذه السيرة الروائية :
" نساء على أجنحة الحلم " .
لنتفهم معا
1. تتبع فكرة الحريم ولاحظ تطور معناها ، واستغل ذلك في تقسيم النص .
تطور مفهوم الحريم في النص، يمكننا تقسيم النص إلى أجزاء وملاحظة كيفية تغيير المعنى عبر الزمن والسياقات المختلفة:
الجزء الأول: التعريف التقليدي للحريم
> "الحريم هو المكان الذي يضع فيه الرّجلُ أسرته ليدرأ عنها الخطر سواء تعلق الأمر بزوجة واحدة أو عدة زوجات ، بأطفاله أو قريباته ، قد يكون في بيت أو خيمة ، لا أهمية لذلك."
في هذا الجزء، الحريم يعني المكان المحمي الذي يعيش فيه أسر الأفراد. يتضمن الأشخاص والمكان معًا.
الجزء الثاني: الحريم العائلي
> "أما الحريم العائلي ، فهو مكان محمي ومنظم وله قانونه المحدد ، إذ لا يُمكن لرجل أن يدخله دون إذن صاحبه."
هنا، يتضح أن الحريم ليس مجرد مكان ولكنه أيضا نظام وقوانين تحكمه، مما يجعله فضاءً حصريًا ومحمياً.
الجزء الثالث: الحريم اللامرئي
> "فإذا تعلمنا الموانع ، حملنا الحريم في ذاتنا ، إنه الحريم اللامرئي الموجود في رؤوسنا و 'المسجل في الجبين والجلد'."
في هذا الجزء، تنتقل الفكرة إلى أن الحريم قد يكون غير مرئي، يحمل الإنسان في ذهنه قوانين وعادات تحدد سلوكياته حتى بدون وجود حدود مادية.
الجزء الرابع: تأثير القوانين اللامرئية على النساء
> "إن العالم لا يأبه كثيراً لأن يكون عادلاً تُجاه النساء . لقد وضعت القوانين بشكل جَرَّدَهُنَّ مِنْ حقوقهن بطريقة أو بأخرى."
هنا يتضح أن القوانين غير المرئية غالبًا ما تكون غير عادلة تجاه النساء، وتقيّد حريتهن وتؤثر على حياتهن بشكل غير منصف.
الجزء الخامس: الحريم في الحياة اليومية
> "إن النِّساء ، مثلا ، يعملن كالرجال طيلة النهار ، ولكن الرجال ، لا النساء ، يحصلون على أجر . إنّه أحد القوانين اللامرئية."
ينتقل النص إلى توضيح كيف أن القوانين اللامرئية تؤثر على الحياة اليومية للنساء، من خلال عملهن دون أجر وتقييد حريتهن بطرق غير مرئية.
الجزء السادس: الحريم في الوعي الجماعي
> "فحين تبذل المرأة مجهوداً كبيراً دون أن تحصل على أجر ، تحاصر في حريم حتى وإن كانت لا ترى أسواره."
يختتم النص بفكرة أن الحريم غير مرئي ولكنه موجود في الوعي الجماعي، يقيّد النساء حتى بدون وجود حواجز مادية.
توضح هذه الأقسام كيف تطورت فكرة الحريم من مفهوم مكاني تقليدي إلى نظام غير مرئي من القوانين والعادات الاجتماعية التي تؤثر على حياة النساء بشكل غير منصف. هل تود مناقشة أي جزء أو مفهوم بشكل أعمق؟
2. في النص ثلاثة مواقف من فكرة الحريم
موقف الجدة
موقف المجتمع
* موقف الشخصية الراوية
استخرجها وقارن بينها .
في النص نجد ثلاثة مواقف مختلفة من فكرة الحريم:
1. موقف الجدة (الياسمين)
الجدة ترى الحريم كفكرة تتجاوز الجدران المادية. تعتقد أن الحريم موجود في أذهان الناس وفي القوانين غير المرئية التي تنظم السلوك. تقول الجدة: "ليست الحيطان ضرورية... إنه الحريم اللامرئي الموجود في رؤوسنا والمسجل في الجبين والجلد". بالنسبة لها، الحريم هو مجموعة من القيود والموانع الداخلية التي تعلمها الأفراد عبر الزمن. ترى الجدة أن القوانين اللامرئية غالبًا ما تكون ضد النساء وتحد من حقوقهن وحريتهن.
2. موقف المجتمع
المجتمع الذي تصفه النصوص يحمل نفس الفكرة التي تتحدث عنها الجدة. المجتمع يرى الحريم كمجموعة من القواعد والقيود غير المرئية التي تنظم سلوك الأفراد، وخاصة النساء. هذه القواعد تحد من حريتهم وتفرض عليهم أدوارًا محددة. المجتمع لا يهتم كثيرًا بأن يكون عادلاً تجاه النساء، كما أن القوانين غالبًا ما تجردهن من حقوقهن بطريقة أو بأخرى. من الأمثلة التي يذكرها النص: "النساء، مثلا، يعملن كالرجال طيلة النهار، ولكن الرجال، لا النساء، يحصلون على أجر".
3. موقف الشخصية الراوية
الشخصية الراوية تبدو حائرة ومضطربة بسبب فكرة الحريم اللامرئي. تشعر بالقلق من فكرة أن تكون القوانين غير المرئية مسجلة على جبهتها وراسخة في دماغها. تعبر عن كرهها لهذا الوضع وتطلب من الجدة مزيدًا من الشرح. تتساءل الشخصية الراوية: "كيف يمكن للحريم أن يكون قانونًا مرسومًا على الجبين ومحفورًا في الذهن؟". تشعر الراوية بأن هذا الظلم يحيط بها، وأنها مقيدة بحريم غير مرئي حتى وإن لم تكن ترى أسواره.
مقارنة بين المواقف الثلاثة:
- موقف الجدة: يرى الحريم كجزء من العقل البشري، نظام داخلي من القيود والموانع.
- موقف المجتمع: يؤكد على وجود القوانين اللامرئية التي تنظم السلوك وتحد من حرية النساء.
- موقف الشخصية الراوية: تشعر بالحيرة والاضطراب تجاه فكرة الحريم اللامرئي وتعتبره ظلمًا يؤثر على حياتها.
في النهاية، يمكننا أن نرى أن كل موقف يعكس منظورًا مختلفًا لفكرة الحريم، لكنه يتفق في أن الحريم هو نظام من القيود والقوانين التي تؤثر على حياة الأفراد، خاصة النساء.
3 " إنه الحريم اللامرئي الموجود في رؤوسنا والمسجل في الجبين والجلد " . ما هي النتفهم منا الأساليب التي اعتمدتها الكاتبة لتوضيح هذه الفكرة ؟ أستثمرها في تفسيرها .
لإيضاح فكرة الحريم اللامرئي الموجود في رؤوسنا والمسجل في الجبين والجلد، استخدمت الكاتبة فاطمة المرنيسي عدة أساليب أدبية ومفاهيمية متميزة:
1. التشبيه والاستعارة
- الاستعارة: الكاتبة استعارت مفهوم "الحريم" وجعلته غير مرئي، مسجلاً في العقول والجبين والجلد. هذا يجسد الحواجز النفسية والاجتماعية التي تُفرض على النساء.
- التشبيه: تشبيه القوانين بالوشم على الجبين يجعل الفكرة ملموسة وأكثر تأثيرًا، كأن هذه القوانين غير مرئية ولكنها تؤثر بشكل عميق ومستدام على الشخص.
2. الرمزية
- الرمزية: استخدمت الكاتبة رمز الحريم لتشير إلى القيود الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على سلوك الأفراد، خاصة النساء. رمز الحريم هنا يتجاوز المعنى المادي ليشمل القيود النفسية والاجتماعية.
3. التوضيح من خلال الحكايات
- حكاية الجدة الياسمين: قدمت الجدة الياسمين مثالاً عمليًا من الحياة اليومية لتوضيح فكرة الحريم اللامرئي. حكاية النساء في الحقول والفلاح الذي يغطي وجهه حين يراهن، تُبرز كيف أن القوانين غير المرئية تؤثر على سلوك الأفراد بدون حاجة إلى حواجز مادية.
4. التركيز على الأثر النفسي
- الأثر النفسي: الكاتبة تطرقت إلى كيف أن هذه القيود تؤثر نفسيًا على النساء، حيث تشعر الشخصية الراوية بالقلق والاضطراب بسبب فكرة الحريم اللامرئي. هذا يُظهر كيف أن القوانين غير المرئية يمكن أن تكون أكثر تأثيرًا من القوانين المادية.
5. التكرار والتأكيد
- التكرار: الكاتبة تكرر فكرة "الحريم اللامرئي" و"القوانين غير المرئية" لتعزيز الفكرة وجعلها أكثر وضوحًا وقبولاً لدى القارئ.
تفسير هذه الأساليب:
- تشبيه الحريم بالوشم والقوانين بالجبين والجلد: هذا يوحي بأن هذه القوانين متجذرة في نفسية الأفراد بعمق، مثلما يكون الوشم راسخًا على الجسد. الفكرة هنا هي أن القيود النفسية والاجتماعية ليست ظاهرة للعيان ولكنها تؤثر بعمق على السلوك والتفكير.
- الرمزية: باستخدام رمز الحريم، تعبر الكاتبة عن القيود الاجتماعية التي قد تكون غير مرئية ولكنها محسوسة بقوة.
- الأثر النفسي: الإشارة إلى الاضطراب النفسي والقلق يعكس حجم التأثير السلبي لهذه القوانين على حياة الأفراد، وخاصة النساء.
بهذه الأساليب، تمكنت الكاتبة من إيصال فكرة الحريم اللامرئي بشكل فعّال ومؤثر. هل تجد أن هذه الأساليب توضح الفكرة بوضوح؟
4 وردت في النص ثلاث جمل هي :
أقلقتني جدا فكرة حريم لا مرئي *
حيرتني فكرة التجول بحريم لا مرئي في الذهن *
أضافت " الياسمين " شيئا أرعبني حقا *
استثمر هذه الجمل في الكشف عن نشأة الوعي لدى الساردة بوضعية المرأة في مجتمعها
بالاعتماد على الجمل الثلاث الواردة في النص، يمكننا تحليل كيف تطورت وعي الساردة بوضعية المرأة في مجتمعها من خلال مشاعرها وانفعالاتها المختلفة:
1. "أقلقتني جدا فكرة حريم لا مرئي"
في هذه الجملة، تعبر الساردة عن قلقها الشديد تجاه فكرة الحريم غير المرئي. هذا يعكس بداية نشأة الوعي لديها بأن هناك قوانين وقيود غير مرئية تحكم حياتها كسيدة. ربما لم تكن الساردة مدركة من قبل لهذه القوانين، ولكنها الآن بدأت تلاحظ وجودها وتأثيرها الكبير على حياتها.
2. "حيرتني فكرة التجول بحريم لا مرئي في الذهن"
هنا، تعبر الساردة عن حيرتها تجاه فكرة أن تكون محاطة بحريم لا مرئي في عقلها. هذا يعكس مرحلة أعمق من الوعي، حيث تبدأ الساردة في محاولة فهم هذه القيود وكيف أنها ليست فقط قوانين خارجية، بل إنها محكمة بداخلها وتؤثر على سلوكها وتفكيرها بشكل يومي.
3. "أضافت 'الياسمين' شيئا أرعبني حقا"
في هذه الجملة، تعبر الساردة عن رعبها الشديد بسبب ما أضافته الجدة الياسمين. هذا يعكس مرحلة متقدمة من الوعي، حيث تدرك الساردة بشكل أعمق مدى الظلم الذي تعاني منه النساء في مجتمعها بسبب هذه القوانين غير المرئية. الرعب هنا يعبر عن إدراكها للحجم الكبير للتأثير السلبي الذي تفرضه هذه القوانين على حياة النساء.
التفسير:
- القلق: البداية هي شعور الساردة بالقلق، وهذا يشير إلى إدراكها الأولي لوجود قيد غير مرئي يحكم حياتها.
- الحيرة: الحيرة تشير إلى محاولة الساردة فهم هذه القوانين غير المرئية وكيف أنها تؤثر على سلوكها وحريتها.
- الرعب: في النهاية، الرعب يعبر عن إدراك الساردة الكامل لحجم الظلم والقيد الذي تفرضه هذه القوانين على حياتها وحياة النساء في مجتمعها.
من خلال هذه المشاعر المتزايدة في العمق والتعقيد، تكشف الكاتبة عن تطور وعي الساردة بوضعية المرأة في مجتمعها وكيف أن هذه القيود غير المرئية تؤثر على حياتها بشكل جوهري. هذه المشاعر تسلط الضوء على النضال الداخلي الذي تعيشه الساردة بينما تحاول فهم وتحدي هذه القيود.
لنفكر معا
قالت الياسمين : " إن القاعدة غالبا ما تكون ضد النساء " . هل توافقها على رأيها ؟ علل رأيك مستندا إلى أمثلة من واقعك .
الإجابة على هذا السؤال تتطلب مزيجًا من الفهم الشخصي والملاحظات من الواقع:
هل أتفق مع الياسمين؟
نعم، إلى حد كبير. في العديد من المجتمعات، سواء كانت تقليدية أو معاصرة، نجد أن القوانين والتقاليد الاجتماعية تميل غالبًا إلى التحيز ضد النساء بطرق متعددة. يمكن رؤية ذلك في عدة مجالات مثل العمل، التعليم، الحقوق الشخصية والاجتماعية.
أمثلة من الواقع:
1. مجال العمل
- في العديد من الأماكن، النساء لا يحصلن على نفس الأجر مقابل العمل المماثل الذي يؤديه الرجال. يمكن أن نجد نساء يعملن لساعات طويلة في وظائف مرهقة، ولكنهن لا يحصلن على التعويض المالي المناسب الذي يستحقنه.
- النساء قد يواجهن صعوبات أكبر في الترقية أو الحصول على مناصب قيادية بسبب الأفكار المسبقة عن قدراتهن أو التوقعات المجتمعية التي تُقيّدهن.
2. التعليم
- في بعض الثقافات، يُفضل تعليم الذكور على الإناث، مما يحرم العديد من الفتيات من فرصة الحصول على تعليم جيد ومستقبل واعد.
- هناك تقاليد تمنع الفتيات من الاستمرار في التعليم بعد سن معينة بسبب توقعات الزواج المبكر أو الأدوار الأسرية التقليدية.
3. الحقوق الشخصية والاجتماعية
- في بعض الأماكن، النساء ما زلن يواجهن قيودًا في حرية التنقل أو اتخاذ القرارات الشخصية بدون موافقة من الأفراد الذكور في الأسرة.
- بعض القوانين تعيق النساء من الحصول على حقوق معينة مثل الإرث أو الطلاق بشكل عادل ومنصف.
خلاصة
القاعدة غالبًا ما تكون ضد النساء بسبب تأثير التقاليد المجتمعية والأنظمة القانونية التي لم تأخذ في الحسبان حاجات وحقوق النساء بشكل كامل. لهذا السبب، نجد أن النساء لا يزلن يواجهن تحديات كبيرة في العديد من جوانب حياتهن. العمل على تغيير هذه القواعد والقوانين يستدعي جهدًا مستمرًا من المجتمع ككل لتحقيق المساواة والعدالة.
من هي الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي ؟
فاطمة المرنيسي (27 سبتمبر 1940 - 30 نوفمبر 2015)، كاتبة وعالمة اجتماع مغربية تهتم بقضايا النساء. لها كتب ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية.
تهتم كتاباتها بالإسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة. بالموازاة مع عملها في الكتابة تقود كفاحا في إطار المجتمع المدني من أجل المساواة وحقوق النساء، حيث أسست القوافل المدنية وجمع «نساء، عائلات، أطفال». في مايو 2003 حصلت على جائزة أمير أستورياس للأدب مناصفة مع سوزان سونتاج.
سيرتها
ولدت فاطمة المرنيسي في 27 سبتمبر 1940 في فاس بالمغرب. نشأت في حرملك جدتها الغنية من جهة الأب مع العديد من الخادمات والأقارب الإناث. تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة أنشأتها الحركة القومية، والتعليم الثانوي في مدرسة للبنات مولتها الحماية الفرنسية. في عام 1957، درست العلوم السياسية في جامعة السوربون في باريس ولاحقًا في جامعة برانديز بالولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الدكتوراه عام 1974
عادت للعمل في جامعة محمد الخامس ودرّست في كلية الآداب بين عامي 1974 و1981 في مواضيع مثل المنهجية العلمية وعلم اجتماع الأسرة وعلم الاجتماع النفسي. علاوة على ذلك، كانت باحثة في المعهد الجامعي للبحث العلمي في نفس الجامعة.
كتبت المرنيسي «ما وراء الحجاب: ديناميكيات الذكور والإناث في المجتمع الإسلامي» كأطروحة الدكتوراه الخاصة بها وتم نشرها لاحقًا ككتاب يختص بتوضيح «قوة المرأة المسلمة فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية». وعرفت المرنيسي بنهجها السياسي الاجتماعي في مناقشة الجندر والهويات الجنسية، وتحديدا تلك الموجودة في المغرب والدول الإسلامية الأخرى. تعتبر شخصية نسوية مؤثرة، وعملت كمتحدثة عامة وباحثة ومعلمة وكاتبة وعالمة اجتماع. توفيت فاطمة المرنيسي في الرباط في 30 نوفمبر 2015.
المنشورات وتأثيرها
نُشرت أول دراسة للمرنيسي بعنوان «ما وراء الحجاب» عام 1975. نُشرت طبعة منقحة في بريطانيا عام 1985 والولايات المتحدة عام 1987. أصبح ما وراء الحجاب عملاً كلاسيكيًا، لا سيما في مجالات الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع حول المرأة في العالم العربي أو منطقة البحر الأبيض المتوسط أو المجتمعات الإسلامية بشكل عام.
المرأة المغربية في نظر المرنيسي ليست آلة للإنجاب، بل هي جسد وروح وعقل، تحرص دوما على اختيار الأفضل لها، ما جعل المرنيسي أكثر الكاتبات التحاما بالمرأة المغربية وقضاياها الجريحة، إنها شهرزاد المغربية التي لم تتوقف عن الحكي والبحث والتنقيب في المنافي والفيافي من المغرب المهمش، فكان الاشتغال الجمعوي والمدني، كما سبقت الإشارة، منارة وأفقا رحبا لبلورة أفكارها حول المرأة وحقوقها المضطهدة من خلال تحقيقات واستطلاعات ميدانية تنضح بالهاجس المعرفي والإصلاحي، الذي شغل المرنيسي أكثر من نصف قرن.
بصفتها ناشطة نسوية إسلامية، كانت المرنيسي مهتمة إلى حد كبير بالإسلام وأدوار المرأة، حيث قامت بتحليل التطور التاريخي للفكر الإسلامي ومظاهره الحديثة. من خلال تحقيقها المفصل في طبيعة خلافة محمد، شككت المرنيسي في صحة بعض الأحاديث النبوية، وبالتالي «تبعية المرأة» التي تراها في الإسلام، ولكن ليس في القرآن.
في عام 1984، ساهمت بنص «ابنة التاجر وابن السلطان» في مختارات الأخوية النسائية عالمية: مقتطفات من الحركة النسائية الدولية، من تحرير روبن مورغان. كتابها الأكثر شهرة كنسوية إسلامية، وعنوانه الحجاب والنخبة الذكورية: تفسير نسوي للإسلام، هو دراسة شبه تاريخية لدور زوجات النبي محمد (أمهات المؤمنين). نُشر لأول مرة باللغة الفرنسية عام 1987 وترجم إلى الإنجليزية عام 1991. تم حظر الكتاب لاحقًا في المغرب وإيران ودول الخليج العربي.
كعالمة اجتماع، تولت المرنيسي بشكل أساسي أعمالاً ميدانية في المغرب. في عدة مناسبات في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، أجرت مقابلات من أجل رسم خريطة للمواقف السائدة تجاه النساء وعملهن. قامت ببحوث اجتماعية لليونسكو ومنظمة العمل الدولية وكذلك للحكومة المغربية. في نفس الوقت، ساهمت المرنيسي بمقالات في دوريات ومنشورات عن المرأة في المغرب والمرأة والإسلام من منظور معاصر وكذلك من منظور تاريخي.
تم الاستشهاد بعملها كمصدر إلهام لنسويات مسلمات أخريات، مثل أولئك اللواتي أسسن حركة "مساواة". من أجل إصدار كتاب «خوض معركة يومية: مقابلات مع نساء مغربيات» (1991)، أجرت المرنيسي مقابلات مع نساء فلاحات وعاملات وخادمات. في عام 1994، نشرت المرنيسي مذكرات بعنوان أحلام التعدي: حكايات من فتاة حرملك (في الولايات المتحدة، كان العنوان الأصلي للكتاب The Harem within: Tales of a Moroccan Girlhood، ولا يزال معروفًا بهذا الاسم في المملكة المتحدة).
من المواضيع المتكررة في كتاباتها الشخصية الخيالية شهرزاد من ألف ليلة وليلة. تستكشف مقالتها، "The Satellite, the Prince, and Scheherazde: The Rise of Women as Communicators in Digital Islam" الحالات التي تشارك فيها النساء في وسائل الإعلام عبر الإنترنت، بينما يغطي كتاب «الشهرزادات الرقمية في العالم العربي» مواضيع الأنشطة عبر الإنترنت المغيرة للثقافة. في هذه المقالات، تذكر كيف تنتشر التكنولوجيا بسرعة (وأن أحد المصادر الرئيسية هو شبكة الويب العالمية) وتحلل أدوار ومساهمات النساء في هذا الأمر.
كتبت كثيرًا عن الحياة داخل الحريم والمجالات العامة والخاصة ومفهوم الحدود. في كتابها «شهرزاد تذهب غربًا: ثقافات مختلفة، حريم مختلف» تناقش الكاتبة القمع والضغوطات التي تواجهها النساء في المجتمعات المختلفة بناءً على مظهرهن الجسدي فقط. وسواء كانت تحلل النساء في المجتمع المغربي أو في الغرب، فإنها ترى أنه من الواجب عليهن الالتزام بالمعايير النمطية والمفروضة ثقافيًا، مثل مقاسات الملابس. تقارن المرنيسي مقاس الملابس وتقول إن هذه الممارسات الغربية تعزل النساء وتسيئ معاملتهن.
ما وراء الحجاب والنزعة العرقية
في عام 1975، نُشر كتاب فاطمة المرنيسي الأول، ما وراء الحجاب، وكان له تأثير ثوري. حطمت المرنيسي الصور النمطية المتمحورة حول العرق التي نظر بها المجتمع الغربي تجاه الإسلام، وخاصة النساء المسلمات. ميزت بين النساء المسلمات وبين تلك المجموعة المتجانسة من «نساء العالم الثالث» التي ابتكرتها النسوية الغربية. كافحت المرنيسي أيضًا للتغلب على الافتراضات الغربية بأن النساء المسلمات هن ضحايا عاجزات لدينهن ورجال دينهن. بالإضافة إلى ذلك، نبذت الصور النمطية الغربية عن الرجال المسلمين الذين لا يتناسبون مع القالب الأبيض الذكوري المهيمن الذي يسيطر على المجتمع العالمي الأول.
ومع ذلك، أشارت المرنيسي إلى أن النساء المسلمات لسن ضحايا لممارساتهن الدينية أكثر من النساء الغربيات ضحايا النظام الأبوي. تعرضت كلتا المجموعتين من النساء في رأيها للاضطهاد من قبل مؤسسات اجتماعية معينة داخل دين أو مجتمع «تم إنشاؤه للاستفادة من تهميش الآخرين». علاوة على ذلك، ترى المرنيسي أن النساء الغربيات هن «محجبات، تمامًا مثل النساء المسلمات، لكن الحجاب الغربي أكثر تحفظًا». جادلت أن الشباب والجمال قد حجّبا النساء الغربيات، وبمجرد فقدان المرأة الغربية لهما، لا ينظر إليها المجتمع ولا يعطيها اعتباراً.
حطمت المرنيسي النهج المتمحور حول العرق الذي كانت النسوية الغربية تستخدمه وكتبت لإضفاء المزيد من الوضوح على التنوع المطلوب داخل الحركة النسوية العالمية. يرى البعض إرث المرنيسي على أنه ثوري، لأنها خلقت مساحة داخل حركة يغلب عليها الطابع الغربي في البداية سمحت للمرأة المسلمة بالمشاركة دون تعريضها للمساومة على ممارساتها الدينية. سلط عمل المرنيسي الضوء على إمكانية أن تضر الحركة النسائية الغربية تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم إذا كانت تفتقر إلى نهج متعدد الجوانب للنظر إلى قضايا المرأة.
سلطانات الإسلام المنسيات
في كتاب سلطانات منسيات، تستخدم فاطمة المرنيسي نهجًا متعدد الجوانب لفهم مواقف وأدوار النساء في التاريخ الإسلامي المبكر من خلال الهويات الاجتماعية والسياسية التي خلقت أنماطًا من التمييز. كان هدفها هو تسليط الضوء على المساهمات الهامة التي قدمتها النساء عبر التاريخ الإسلامي المبكر وفضح المفاهيم الخاطئة حول غياب المرأة كشخصيات سياسية وموثوقة. تقوم بذلك من خلال استكشاف الأدوار القيادية التي شاركت فيها النساء عبر التاريخ الإسلامي سعيًا لتغيير الطريقة التي يتم بها تصوير النساء في التأريخ. رأت المرنيسي أن النساء كن يشغلن مناصب سياسية مهمة، على الرغم من الألقاب الدينية كانت تُمنح للرجال عادة. ويتجلى ذلك من خلال الروايات التاريخية العديدة التي قدمتها حول خمس عشرة امرأة والأدوار النشطة التي لعبنها في سياسات ما قبل الإسلام الحديث.
على سبيل المثال، الدور الذي لعبته الإماء في قيادة ثورات العبيد ضد الحكام الدينيين دون استخدام العنف (مرنيسي، 1994). علاوة على ذلك، تميز المرنيسي بين «الإسلام السياسي»، وتعني بذلك الفترة التي حدث فيها تغيير جذري وتم تجاهل أدوار المرأة أو نسيانها، و«إسلام الرسالة»، حيث تغيرت حياة المرأة للأفضل (المرنيسي، 1994). كانت مساهماتها مهمة في الأدبيات الأكاديمية الشاملة حول ظهور المرأة في التاريخ الإسلامي خارج أدوارها التقليدية، من خلال تسليط الضوء على مشاركتها في السياسة والدين والتغيير الثقافي.
من بين السلطانات اللائي ذكرتهن الكاتبة في الكتاب السلطانة شجر الدر التي حكمت مصرا لمدة ثمانين يوما خلال القرن الثالث عشر الميلادي، متزامنة مع الحملة الصليبية السابعة.
تمرد المرأة والذاكرة الإسلامية وأدوار الجنسين
في كتاب «تمرد المرأة والذاكرة الإسلامية»، تحلل فاطمة المرنيسي دور المرأة فيما يتعلق بعالم الإسلام المعاصر. تستكشف في عملها فكرة الهوية الجنسية وأدوار الجنسين في العالم الإسلامي وتساعد على إعادة تعريف السرد المحيط بها. تناقش المرنيسي بعض أبرز القضايا المتعلقة بوضع المرأة المسلمة، مثل ما اعتبرته إخفاء لمساهمة المرأة في اقتصادات الدول العربية (المرنيسي، 1996). علاوة على ذلك، تتعمق المرنيسي في مختلف المؤشرات الديموغرافية، بما في ذلك التعليم ومحو الأمية. وهي تستخدم تلك المؤشرات للمساعدة في توضيح أهمية هذه العوامل ليس فقط لتمكين المرأة في الإسلام، ولكن أيضًا لتحسين صحتها (المرنيسي، 1996).
علاوة على ذلك، تحلل المرنيسي دور الدولة في أدوار الجنسين وكذلك عاقبة الدولة التي تدعم عدم المساواة (المرنيسي، 1996). تجادل المرنيسي بأن التحرر من هذه التقاليد المسيطرة والتوقعات التي تطالب المرأة بالالتزام بها هو السبيل الوحيد لتطور العالم العربي. يعتبر عمل المرنيسي مؤثرًا للغاية في الحركة النسوية الإسلامية والتقاطعية والنسوية العالمية، من خلال تركيزه على القضايا المحيطة بالمرأة المسلمة في العالم العربي. استطاع هذا الكتاب تحديدًا أن يسلط الضوء على قضايا محددة تتعامل معها النساء في العالم الإسلامي، مثل قضايا الهوية الجنسية وأدوار الجنسين، وتأثير ذلك على تمكين المرأة وصحتها.
الإسلام والديمقراطية: الخوف من العالم الحديث
في كتابها «الإسلام والديمقراطية: الخوف من العالم الحديث»، توظف فاطمة المرنيسي مقاربة دولية لتحليل السياق الاجتماعي والسياسي للعالم العربي الإسلامي بعد حرب الخليج بوقت قصير. تناقش في الكتاب ما إذا كانت الأصولية الراسخة التي تهيمن على الشرق الأوسط باستطاعتها أن تتوافق مع العمليات الديمقراطية المستخدمة في المجتمعات الغربية. تثير المرنيسي تساؤلات حول عدم اليقين الذي يشعر به المسلمون تجاه أي شكل من أشكال الحكومة «غير الإسلامية» والذي قد يعرض أسلوب حياتهم الإسلامي للخطر، بما في ذلك الأخلاق والقيم، مثل الحياء. علاوة على ذلك، تستكشف قضايا مثل الإسلاموفوبيا والديمقراطية وميثاق الأمم المتحدة وحرية الفكر والفردانية (مرنيسي، 2002).
على سبيل المثال، نظرت في سيطرة الأصولية على ما يمكن للمرأة أن ترتديه، وترى أن المجتمع الديمقراطي الذي يحرر النساء بالسماح لهن بارتداء ما يحلو لهن من الملابس يبدو أنه «يهدد ثقافة ذكورية مفرطة». وتجادل أن الديمقراطية «الحية» يجب أن تسمح بالقدرة القانونية والدستورية على الاختلاف مع الدولة. تقترح المرنيسي بعد ذلك طرقًا يمكن من خلالها للمسلمين التقدميين (بما في ذلك النسويات) الذين يختارون الدفاع عن الديمقراطية ومقاومة الأصولية، أن يستمدوا من نفس النصوص المقدسة التي يستمد منها أولئك الذين يسعون إلى قمعهم، من أجل إثبات أن الإسلام ليس ضد المرأة.
الجوائز والإرث
تركز أعمال المرنيسي على توفير صوت للنساء المقهورات والمهمشات. تسلط الضوء على مساهمات المرأة في الاقتصاد وتعترف بالأدوار التي بإمكانها أن تؤثر على كيفية النظر إلى الإناث في الثقافات الإسلامية. طوال مسيرتها، كانت مرنيسي متحدثة شغوفة فيما يتعلق بحقوق المرأة والمساواة، وذلك مع اعتناقها للعقيدة الإسلامية. كما تستخدم البحث الديني التاريخي لتقديم حجج لمواقفها النسوية الحديثة.
في عام 2003، مُنحت المرنيسي جائزة أميرة أستورياس بالماركة مع سوزان سونتاغ. قدمت المرنيسي خطابًا باسم «الكاوبوي أم السندباد؟» يغطي موضوع العولمة ويتأمل في قضية الثقافة وآثارها. في عام 2004، حصلت على جائزة إيراسموس بالمشاركة مع صادق جلال العظم وعبد الكريم سروش. وتم تكريمها لتأثيرها الاجتماعي والثقافي خصوصًا فيما يخص مواضيع «الدين والحداثة». في عام 2017، أنشأت جمعية دراسات الشرق الأوسط جائزة فاطمة المرنيسي للكتاب «لتكريم الأبحاث المتميزة في دراسات النوع والجنس والتجربة المعيشية للمرأة».
يمكن أن يُعزى إرث المرنيسي بشكل كبير إلى مساهماتها العلمية والأدبية في الحركة النسوية الإسلامية المبكرة. تناولت المرنيسي قضايا مثل المركزية الأوروبية، والتقاطعية، والأفكار العابرة للقوميات، والنسوية العالمية في منشوراتها ومحاضراتها العامة. واقتبست منها صحيفة نيويورك تايمز في نعيها: "لم يتم التلاعب دائمًا بالنصوص المقدسة فحسب، بل إن التلاعب بها هو سمة بنيوية لممارسة السلطة في المجتمعات الإسلامية"، من كتابها "الحجاب والنخبة الذكورية: تفسير نسوي لحقوق المرأة في الإسلام (1991)
أقوال مأثورة للكاتبة فاطمة المرنيسي
من أقوال فاطة المرنيسي :
“الكتابة واحدة من أقدم أشكال الصلاة. الكتابة هو الإيمان بأن التواصل ممكن”
“أروع ما قد يكون أن تشعر بالشوق، و لكن الأجمل أن يشعر بك من تشتاق إليه”.
“الفراغات التي بين أصابعك موجودة، لأنه هناك شخص آخر يمكن أن يملؤها” .
“يمشي الكثير على شواطئ حياتنا، و لكن القليل من يترك الأثر”.
“الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس” .
“يجب تعلم الصراخ والتظاهر، تماما كما تعلمنا المشي والكلام.”
“الطبيعة أفضل صديق للمرأة. تقول ياسمينة : إذا واجهتي مشاكل، يمكنك السباحة، التمدد في حقل، أو النظر إلى النجوم، هكذا تشفي امرأة مخاوفها”.
“النضج هو حينما تبدأ في الإحساس بحركة الزمن كعناق حسي”
“إذا كانت حقوق النساء مشكل بالنسبة لبعض الرجال المسلمين في الوقت الراهن، فليس ذلك بسبب القرآن، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بسبب التقاليد الإسلامية، لأن بكل بساطة هذه الحقوق في صراع مع مصالح نخبة ذكورية”.#SheSaid
مؤلفاتها
تكتب المرنيسي بالفرنسية، لها إلى الإنجليزية ولغات أخرى بما فيها العربية منها:
ما وراء الحجاب - 1975
الحريم السياسي - 1987
شهرزاد ترحل إلى الغرب، 2006 (بالإنجليزية: Scheherazade Goes West)
الإسلام والديمقراطية 1994.
أحلام النساء الحريم (حكايات طفولة الحريم)
هل أنتم محصنون ضد الحريم؟
السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي راسمالي تبعي - 1982
كيد النساء؟ كيد الرجال؟
سلطانات منسيات - 1990 الترجمة العربية 2006
نساء الغرب: دراسة ميدانية
Women on the Wings of Dream نساء على أجنحة الحلم
شهرزاد ليست مغربية
الخوف من الحداثة - 2010